يجمع العالم اليوم على أن حماية البيئة ضرورة ملحة لاستمرار الحياة على كوكب الأرض، وسبيل لا بد منه لضمان الحياة الإنسانية واستدامة مقومات بقائها ونموها وتطورها، وهو ما أكسبها قيمة حضارية واقتصادية جعلتها تتصدر أولويات العصر الذي نعيش فيه. وتمر البيئة بمراحل صعبة فقدت خلالها الكثير من أسباب توازنها وعطائها، وكنتيجة إلى ما يشهده العالم اليوم من تقدم علمي وتكنولوجي أفاق الإنسان على وقع العديد من الآثار السلبية الناتجة عن العبث بمكونات البيئة، وفي مقدمة هذه الآثار تأتي التغيرات المناخية والكوارث الطبيعية، والتصحر، وانقراض بعض الأنواع النباتية والحيوانية، كما امتد التلوث ليشمل كافة مناحي الحياة الاقتصادية والاجتماعية.
والوطن العربي ليس بمنأى عمّا يحدث في العالم جرّاء ما لحق بالبيئة من تغييرات سلبية، فقد زادت حدة الفجوة الغذائية بينه وبين الدول المتقدمة؛ كما أصبحت مشكلة التغير المناخي وزيادة حدة الكوارث وتعاقب فترات الجفاف واتساع رقعة التصحر وتهديد التنوع البيولوجي والموارد الجينية، من القضايا التي تتطلب اتباع نظم الاستخدام الرشيد للموارد الطبيعية، واتباع أنماط جديدة في الإنتاج والاستهلاك تتوائم مع الأوضاع البيئية الحرجة التي يشهدها الوطن العربي. ولمحدودية هذه الموارد لا بد من الاهتمام بحماية البيئة والمحافظة عليها من التدهور كما ونوعا، ولا مناص من السعي الحثيث لاستخدام الوسائل والتكنولوجيات الحديثة الرفيقة بالبيئة.
وفي إطار سعي المنظمة للمشاركة في الجهود المبذولة عربيّا ودوليّا لتحقيق التنمية البيئية المستدامة في البلدان العربية، بذلت جهوداً كبيرة بالتعاون مع عدد من الجهات المعنية العربية والإقليمية والدولية لمساعدة هذه البلدان على الاستخدام الأمثل لمصادرها الطبيعية، وضمان حسن التعامل معها واستعمالها استعمالا علميا متوازنا يتلائم مع احتياجاتها. كما عملت المنظمة وشركائها على تنمية المهارات والقدرات البشرية العربية لتمكينها من المشاركة في بناء المجتمعات العربية ومن المشاركة الإيجابية في الحضارة العالمية. وتستند الألكسو في رؤيتها تجاه القضايا المتعلقة بالبيئة العربية إلى المرجعيات التالية:
- قرارات مؤتمرات القمم العربية.
- قرارات وتوصيات المؤتمر العام والمجلس التنفيذي للألكسو.
- قرارات مؤتمرات الوزراء العرب المسؤولين عن شؤون البيئة والطاقة والمياه.
- الخطة الاستراتيجية وخطط العمل المستقبلي للمنظمة.
- الاستراتيجية العربية للبحث العلمي والتكنولوجي والابتكار.
- خطط العمل العربية للتعامل مع قضايا تغير المناخ والتنوع البيولوجي والتصحر، والطاقات الجديدة والمتجددة.
- الاستراتيجية العربية للتخفيف من خسائر الكوارث الطبيعية.
- توصيات المؤتمرات والندوات واجتماعات الخبراء ذات العلاقة.
وتوجهت المنظمة نحو تحقيق أهدافها في مجال البيئة من خلال قيام إدارة العلوم والبحث العلمي بتنفيذ العديد من البرامج والمشروعات والأنشطة المتعلقة بـــ:
- تعزيز الجهود العربية في الحفاظ على البيئة وتنمية الموارد الطبيعية والطاقات الجديدة والمتجددة والتنوع البيولوجي والتغيرات المناخية والتصحر.
- تعزيز الجهود العربية في مجال استخدام التكنولوجيا الحديثة والسليمة بيئيا، ونقل المعارف والتجارب الناجحة والممارسات الجيدة وتعميمها في البلدان العربية، وتطوير القدرات العربية في هذا المجال.
- دعم الجهود العربية في وضع الخطط والاستراتيجيات التي من شأنها أن تعيد للبيئة توازنها واستدامة عطائها ومقومات صلاحها.
- إنشاء شراكات على مختلف المستويات مع المنظمات العربية والإقليمية والدولية.
- دعم وتقوية الشراكات مع الجهات الفاعلة في المجتمعات العربية من مؤسسات حكومية، ومؤسسات علمية وبحثية وأكاديمية، ومؤسسات المجتمع المدني، والقطاع الخاص.
- مواصلة دعم عمل الشبكات العربية (أخلاقيات البيئة، الإنسان والمحيط الحيوي، المياه الجوفية وهيدرولوجي المياه، البيئة البحرية، الحد من مخاطر الكوارث، الأمن والأمان البيولوجي والكيماوي والإشعاعي والنووي)، بطريقة تشاركية وتعاونية مع الجهات العربية المعنية من أجل التواصل بين العلماء والباحثين العرب في الوطن العربي وخارجه.
- مواصلة دعم أنشطة اللجان العربية ذات العلاقة بالبيئة والموارد المائية والطاقات المتجددة والإنسان والمحيط الحيوي...وغيرها، والمشاركة في اجتماعات المجالس واللجان العربية والدولية ذات العلاقة بالبيئة.
- دعم الجهود العربية في تنفيذ أهداف التنمية المستدامة 2030، وترسيخ مفاهيم العلاقة بين البيئة والتنمية المستدامة لدى مختلف شرائح المجتمعات العربية.
- تحديث قواعد البيانات والمعلومات والمؤشرات المتعلقة بالبيئة والتمية المستدامة بالتعاون مع مرصد الألكسو.
- تضمين القضايا البيئية في المناهج التعليمية، والربط بين البيئة والتنمية الاقتصادية والاجتماعية بما يساعد على تثقيف الإنسان العربي وتوعيته نحو البيئة والحفاظ على مواردها المحدودة.
ولتحقيق أهدافها تنوعت أنشطتها الرامية لمساعدة الدول العربية على حماية البيئة، حيث عقدت اجتماعات للخبراء، ونظمت الدورات التدريبية والندوات وورش العمل المتخصصة، وأجرت الدراسات والبحوث، وأصدرت الكتب والمجلات وترجمت الكتب المتخصصة، وأنشأـ شبكات التواصل.
