أصبحت الطاقة تمثل أحد أبرز العناصر الأساسية في خطط التنمية الاقتصادية والاجتماعية على المستويين العالمي والعربي، وبالتالي ازداد اعتماد العالم على مصادر الطاقة التقليدية غير المتجددة، التي تتصف باحتياطي محدود. وعلى الرغم مما حققه الإنسان اليوم من تطور هائل في حقول العلم والتقانة، فهو لا يزال يعتمد أساسا على مصادر الطاقة التقليدية، فبالرغم من تطوره التكنولوجي لم يتمكن حتى الآن من إيجاد الطاقات البديلة والمناسبة وذات الكلفة الرخيصة، أو على الأقل ترشيد استهلاك الطاقة اللازمة للتقدم العلمي والتكنولوجي. وتواجه البشرية مرحلة تطورية هامة في مسعاها للانتقال من الاعتماد على مصادر الطاقة غير المتجددة إلى مصادر تتميز بالتجدد المستمر وعدم النضوب، كالطاقة الشمسية والجوفية وطاقة الرياح وغيرها، حتى تضمن استمرار الحياة المستقبلية والحفاظ على حضارتها.
ويحظى تطوير استخدام الطاقة الشمسية في المجالات المختلفة للتنمية باهتمام متزايد في كافة أنحاء العالم، بما في ذلك الوطن العربي، الذي تقع كامل مساحته في الحزام الشمسي، ويتمتع بشمس ساطعة معظم أيام السنة، مما يعطي الطاقة الشمسية الأولوية في الاهتمام والتطوير، لا سيما كونها تتميز بأنها طاقة نظيفة خالية من كل أشكال التلوث، خلافا للطاقات التقليدية وما يترتب على استعمالها من تلوث للبيئة، وانتشار للأوبئة والأمراض.
لذلك فقد حرصت المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (إدارة العلوم والبحث العلمي)، على تنسيق الجهود العربية من أجل تحقيق الاستغلال الأمثل لمصادر الطاقات المتجددة، وخاصة في مجال الطاقة الشمسية، من خلال تعاونها مع العديد من الهيئات الوطنية والعربية والإقليمية، في تنفيذ العديد من الأنشطة المتنوعة، والمشروعات في مجال الطاقات المتجددة، تمثلت في عقد المؤتمرات المتخصصة، وورش العمل التدريبية، وإعداد الدراسات والحقائب وغيرها. وفي هذا الشأن تركزت جهود المنظمة في مجال الطاقات المتجددة، في:
- عقد المؤتمر الأول للوزراء العرب المسؤولين عن البحث العلمي، ورؤساء المجالس العلمية في الدول العربية، في بغداد – الجمهورية العراقية – في الفترة من 4 إلى 7 فبراير/شباط 1974.
- عقد مؤتمر وزراء الدول العربية المسؤولين عن تطبيق العلم والتكنولوجيا على التنمية، الرباط (المغرب) في الفترة من 16 إلى 25 أغسطس/آب 1976.
- تشكيل اللجنة العربية الدائمة للطاقات المتجددة:
استجابة لتوصيات مؤتمر الوزراء العرب المسؤولين عن تطبيق العلم والتكنولوجيا على التنمية، (الرباط 1976)، التي دعت المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم إلى إيجاد وتدعيم البنى الهيكلية العربية العاملة في ميدان الطاقة المتجددة، وإقامة جهاز تنسيق لضمان التعاون الناجع اللازم، وجّهت المنظمة الدعوة إلى مديري مراكز البحث العلمي العربية المعنية بالطاقة المتجددة، للمشاركة في اجتماع لتدارس إمكانية تنسيق البحث العلمي والتطبيقي الذي تقوم به هذه المراكز، والبدء في عمل عربي مشترك في مجال الطاقة المتجددة. وقد مثل عقد ذلك الاجتماع نقطة البداية في تشكيل اللجنة العربية الدائمة للطاقات المتجددة في الوطن العربي التي تعاقبت اجتماعاتها الدورية لاحقا على النحو التالي:
- اجتماع مديري مراكز البحث العلمي العربية المعنية بالطاقة المتجددة، بمدينة الرياض-المملكة العربية السعودية، خلال الفترة 18-21/12/1982). انعقد الاجتماع في المركز الوطني السعودي للعلوم والتكنولوجيا بمدينة الرياض، وشارك فيه عدد كبير من مديري البحث العلمي المعنيين بالطاقة المتجددة، وعدد من ممثلي المنظمات العربية والدولية، كالمنظمة العربية للمواصفات والمقاييس، ومكتب التربية لدول الخليج، واليونسكو، ومنظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية، وبرنامج الأمم المتحدة للبيئة، وصدر عن هذا الاجتماع عدد من التوصيات، أهمها:
- تشكيل لجنة دائمة من مديري مراكز الطاقة المتجددة في الدول العربية، تتولى المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم أمانتها، وتجتمع بصورة دورية مرة على الأقل في كل سنة، ويفضل أن تكون اجتماعاتها في دول عربية مختلفة، ومن أهم واجبات هذه اللجنة ما يلي:
أ. تنفيذ ومتابعة توصيات هذا الاجتماع.
ب. رسم الخطط التفصيلية للتعاون العربي في هذا المجال.
ج. تنسيق العمل والبحث في مجالات الطاقات المتجددة بهدف منع الازدواجية.
د. دراسة المشاريع الرائدة وتحديد أولوياتها.
هـ. متابعة سير المشاريع الرائدة وتقييمها.
- التعاون مع المراكز والمنظمات العربية والدولية من أجل:
- عقد الندوات والمؤتمرات الإقليمية والدولية الدورية حول طرق استغلال الطاقة المتجددة وتطبيقاتها في المناطق العربية، وإقامة الحلقات الدراسية المتخصصة.
- استحداث معجم عربي مشترك، يضم المصطلحات العلمية المستخدمة في مجال الطاقة المتجددة، وتشجيع جميع مجهودات التعريب.
- تنظيم تبادل المختصين والخبراء، واستحداث منح دراسية، وبعثات للعاملين في هذا المجال، لإغناء المنطقة العربية بالأفراد المختصين، واستحداث هذا الاختصاص في الجامعات والمعاهد العربية.
- تنفيذ ما يمكن من مشاريع تطبيقية رائدة في مجال الطاقة المتجددة وخاصة الطاقة الشمسية وطاقة الرياح.
- أن تقوم المجلة العربية للعلوم، والتي تصدرها المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم بنشر المعلومات والبحوث الخاصة بالطاقة المتجددة، والاستفادة من المجلات التي تصدر عن المنظمات العربية والدولية الأخرى، وخاصة تلك التي تصدر عن مكتب التربية لدول الخليج.
- دعوة المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم إلى إدراج الدراسات والمشاريع الخاصة بالطاقة المتجددة في برامجها وميزانيتها.
- دعم جهود المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم في تنظيم لقاءات العاملين في مجال الطاقة المتجددة بهدف تنسيق الجهود، وتشجيع قيام عمل عربي مشترك، وإحداث التكامل العلمي في الدول العربية.
- الاجتماع الثاني للجنة العربية الدائمة للطاقات المتجددة:
تم عقده في مراكش، في الفترة من 25 إلى 28/2/1985، بالتعاون مع مركز تنمية الطاقات المتجددة في المملكة المغربية. وقد تمثلت أبرز توصيات الاجتماع في الدعوة إلى إصدار دليل يتم تحديثه دوريا، يتضمن ملخصات لمشاريع البحث والتطبيق القائمة في الدول العربية لضمان التنسيق والتكامل، وتلافي الازدواجية، وإتاحة الفرصة لتبادل الخبرة والمعلومات، وإعداد مواصفات عربية قياسية في مجال الطاقات المتجددة، بالتعاون مع الجهات العربية المختصة. كما أكد الاجتماع على ضرورة قيام المركز العربي لمعلومات الطاقات المتجددة، بوضع سياسة للتعاون في بحوث تطوير مصادر الطاقة المتجددة على المستوى القطري والقومي.
- الاجتماع الثالث للجنة العربية الدائمة للطاقات المتجددة:
تم عقده بمقر المعهد القومي للبحث العلمي والتقني في الجمهورية التونسية، في الفترة من 24–26/11/1986. وقد تضمنت توصيات الاجتماع تأكيدا على ضرورة الاهتمام بوضع التشريعات الوطنية المتضمنة الحوافز المناسبة لتشجيع استخدام أجهزة الطاقة المتجددة، وعلى أهمية إعداد الأطر الفنية المتخصصة في تحليل ودراسة المعلومات المناخية باستخدام الأقمار الصناعية.
- الاجتماع الرابع للجنة العربية الدائمة للطاقات المتجددة:
وقد تمّ عقده في مقر المنظمة العربية بتونس، بالتعاون مع اللجنة الوطنية التونسية، وكتابة الدولة للبحث العلمي والتكنولوجيا في الجمهورية التونسية، وذلك في الفترة من 1 إلى 3/7/1991. وقد تمحورت أعمال الاجتماع حول دراسة الأوضاع البيئية لاستخدام الطاقات المتجددة في الدول العربية، وقد تم ترجمة الدراسة إلى اللغتين الإنجليزية والفرنسية. وتضمّنت أبرز توصيات الاجتماع الدعوة إلى:
- إعداد الحقائب التعليمية التدريبية النموذجية في مجال الطاقات المتجددة.
- وضع برنامج إعلامي تثقيفي لتوعية الجمهور العام وتشجيعه على استعمال الطاقات المتجددة.
- الاجتماع الخامس للجنة العربية الدائمة للطاقات المتجددة:
تم عقده في مدينة نواكشوط في الجمهورية الإسلامية الموريتانية، في الفترة من 27 إلى29/9/1994. وقد أكد المشاركون فيه على ضرورة إنشاء مجلس عربي للطاقة الشمسية، تكون اللجنة العربية الدائمة للطاقات المتجددة لجنته العلمية، كما دعوا إلى دعم جهود المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، الرامية إلى إصدار أطلس الإشعاع الشمسي للوطن العربي.
- الاجتماع السادس للجنة العربية الدائمة للطاقات المتجددة:
عقدت المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم/إدارة العلوم والبحث العلمي، هذا الاجتماع في مدينة المنامة، بدولة البحرين، في الفترة من 15 إلى 18/2/1998، بالتعاون مع جامعة البحرين. وقد أكدت توصيات الاجتماع على أهمية إنشاء قاعدة معلومات عربية حول الطاقات المتجددة يتم تحديثها دوريا، كما دعت اللجنة العربية الدائمة للطاقات المتجددة إلى وضع خطة عمل مستقبلية للجنة، وتقييم المشاريع المطروحة على المنظمة في مجالات الطاقات المتجددة.
- الاجتماع السابع للجنة العربية الدائمة للطاقات المتجددة:
عقدت المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم/إدارة العلوم والبحث العلمي هذا الاجتماع بمدينة عمان، بالمملكة الأردنية الهاشمية، في الفترة من 3 إلى 6/9/2002، بالتعاون مع المركز الوطني الأردني لبحوث الطاقة، وبمشاركة ممثلين عن سبع عشرة دولة عربية، وكذلك ممثلين عن المنظمة العالمية للطاقة، ومركز الشرق الأوسط لأبحاث التحلية، وقد شكل المحور الرئيس للاجتماع موضوع تحلية المياه في الوطن العربي، وكذلك استخدام الطاقات المتجددة في التحلية، وقد تمت ترجمة الدراسة التحليلية المتعلقة بهذا الموضوع إلى اللغتين الإنجليزية والفرنسية. وقد أوصى المشاركون في الاجتماع المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، للعمل على إنشاء موقع فرعي "واب" خاص بالطاقات المتجددة ضمن موقع المنظمة الرئيسي على شبكة الإنترنت. وتدعو جميع أعضاء اللجنة إلى تزويد المنظمة بما تطلبه من معلومات متعلقة بالطاقات المتجددة، لإغناء هذا الموقع. وقد تم تضمين موقع المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم على شبكة الإنترنت www.alecso.org.tn، موقعا فرعيا باللغات الثلاث العربية والإنجليزية والفرنسية خاصا بالطاقات المتجددة.
المسوحات:
توالت المسوحات التي قامت بها المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، للتعرف على موارد الطاقات المتجددة والإمكانات والقدرات العلمية والبشرية في الدول العربية. فمنذ العام 1978 دأبت المنظمة على إعداد الاستبيانات الموسعة، وتوزيعها على جميع الدول العربية بغرض التعرف على:
- هيكلة المؤسسات الرسمية والجامعية والخاصة العاملة أو المهتمة بالطاقات المتجددة.
- المعلومات المناخية (مراكز الأرصاد الجوية، والقياسات، وتخزين المعلومات في الحاسوب...الخ).
- التعليم (برامج تعليمية، والشهادات العلمية، ومنشورات علمية...الخ).
- البحوث (ميادين البحوث، ومؤسسات البحث وعدد الباحثين، والصعوبات التي تواجه البحوث من تمويل وتخطيط وتشريع ونقص خبرة).
- التطبيقات العلمية (على نطاق التجربة الميدانية).
- التعاون العربي والدولي.
وقد تم إدراج معظم هذه المعلومات في شكل أدلة ودراسات متخصصة مثال دليل مشروعات البحث والتطبيق في مجالات الطاقات المتجددة، ودراسات تحليلية عن المراكز العربية المتميزة في مجال الطاقات المتجددة. وانطلاقا من عام 1994 شرعت (إدارة العلوم والبحث العلمي)، في إجراء مسح لموارد الطاقات المتجددة، ولاسيما في مجالي الإشعاع الشمسي والرياح، كما تم تجميع معطيات حول أسماء محطات رصد الرياح في الدول العربية وإحداثياتها في أكثر من خمس عشرة دولة عربية مع تعريف بالمحطة وأوصافها، وكذلك معلومات عامة عن الرياح، كما قامت المنظمة بإصدار دليل الخبراء العرب في مجال الطاقات المتجددة.
التعليم والتدريب:
رغبة من المنظمة في التعرف على التجارب الدولية، والاتجاهات العالمية في تدريب الفنيين والعاملين في مجالات الطاقة المتجددة، خصوصا تجربة دول جنوب شرق آسيا، في طرق التدريب والتعليم للفنيين والعاملين في مجالات الطاقات المتجددة بصورة عامة، فقد تم حصر معظم البرامج المتوفرة في شبكة الإنترنت لدول جنوب شرقي آسيا وهي إندونيسيا، والفيليبين، وتايلاند، وسنغافورة، وماليزيا، وفيتنام وبروناي، بالإضافة إلى البرامج الخاصة بالهند، وبعض الدول الأوروبية. وقد أظهرت الدراسة التحليلية التي أعدتها المنظمة بهذا الخصوص أن هناك نوعان من التعليم والتدريب في مجال الطاقة المتجددة. الأول طويل الأمد، ويتم خلال كافة مراحل عمليات التعليم الحضانة، والروضة، والابتدائية، والإعدادية، والثانوية، والمدارس الفنية، والمعاهد العالية والجامعات. وهذا العمل يحتاج إلى تعريف وتدريب الطلبة في كل مستوى، بالإضافة إلى إعداد مناهج وأدوات تعليم متعلقة بالطاقة. أما النوع الثاني، فهو قصير الأمد ويكون على شكل دورات وورش عمل قصيرة تخصص للمدرسين، والعاملين في مجال الطاقة، والمهتمين من عامة الناس.
وقد أولت المنظمة اهتماما خاصا بالأنشطة المتصلة ببرامج التعليم والتدريب في مجال الطاقات المتجددة، إذ قامت إدارة التربية بالمنظمة بإعداد مقررات خاصة بالطاقات المتجددة، تمهيدا لإدخالها في عملية التعليم في المرحلة الثانوية. كما تعاونت المنظمة، مع الهيئة العربية للطاقة الذرية، في مشروع لإعداد أدلة مكوّنات المقررات الدراسية في العلوم الفيزيائية وتقاناتها في المرحلة الجامعية.
§ الحقائب التدريبية:
تعاونت إدارة العلوم والبحث العلمي خلال عامي 1999 و2000 مع مراكز وهيئات علمية عربية مختصة من أجل إعداد حقائب ومواد تدريبية نموذجية في المجالات التالية:
- حقيبة الخلايا الشمسية، بالتعاون مع المعهد الوطني للبحث العلمي والتقني، تونس.
- حقيبة الكتلة الأحيائية، بالتعاون مع مركز تنمية الطاقات المتجددة، المغرب.
- حقيبة الكهرباء من طاقة الرياح، بالتعاون مع هيئة الطاقات الجديدة والمتجددة، وزارة الكهرباء والطاقة، مصر.
- حقيبة السخان الشمسي بالتعاون مع المركز الوطني لبحوث الطاقة في المملكة الأردنية الهاشمية.
- حقيبة تعليمية في مجال الطاقات المتجددة، مركز أبحاث الطاقة، جامعة البحرين.
وتم توزيع جميع الحقائب، باستثناء حقيبة الكتلة الأحيائية، على مراكز التدريب في الدول العربية، لتكون أداة تعليم عصرية سمعية بصرية للفنيين العاملين في هذه المجالات، مع إيلاء اهتمام خاص بتأهيل وتكوين المدربين من فئات الفنيين السامين والمهندسين. وفيما يلي بعض المعلومات حول هذه الحقائب:
§ البحوث والمشاريع التطبيقية في مجال الطاقات المتجددة:
أدرجت المنظمة - إدارة العلوم والبحث العلمي، مشاريع طويلة المدى، لمسح جميع أنواع الطاقات المتجددة في الدول العربية ومعالجتها، وإصدارها على شكل أطلس عربي للطاقات المتجددة تضمن:
§ أطلس الإشعاع الشمسي:
في المرحلة الأولى أولت المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم/إدارة العلوم والبحث العلمي الاهتمام للطاقة الشمسية، إذ بادرت إلى جمع المعلومات عن مختلف عناصر الإشعاع الشمسي، وتدقيق المعلومات المجمّعة، ومعالجتها، وإخراجها على شكل أطلس للإشعاع الشمسي للوطن العربي، يتضمن خرائط وجداول ووسائط حاسوبية لخدمة مختلف التطبيقات. وقد تمثلت حصيلة الجهود المشار إليها أعلاه في إصدار المطبوعين التاليين على التوالي:
- أطلس الإشعاع الشمسي للوطن العربي (باللغات الثلاث العربية والإنجليزية والفرنسية).
- أطلس الإشعاع الشمسي للوطن العربي (منطقة المغرب العربي) باللغات الثلاث.
- أطلس الإشعاع الشمسي للوطن العربي (منطقة المشرق العربي) باللغات الثلاث.
§ أطلس الرياح للوطن العربي:
تمثلت الخطوة الثانية في مشروع مصادر الطاقات المتجددة في الوطن العربي في السعي إلى إصدار أطلس الرياح للوطن العربي، بعدما تمكنت المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم/إدارة العلوم والبحث العلمي ، وبتعاون وثيق مع مرافق الأرصاد الجوية، ومراكز الطاقات المتجددة في الدول العربية، من إصدار الأطلس العربي للإشعاع الشمسي. ومن أجل تحقيق هذا الغرض دعت المنظمة إلى عقد سلسلة من الاجتماعات الفنية لخبراء أطلس الرياح للوطن العربي، تم خلالها تصميم استمارات جمع المعلومات وتحديد محتويات الأطلس على النحو التالي:
- مقدمة باللغات الثلاث العربية والإنجليزية والفرنسية تتضمن تعريفا بالأطلس وأهدافه ومجالاته وتعليمات استعماله.
- فكرة سريعة عن أجهزة وطرق قياس الرياح وتسجيلها، ووصف ومناقشة لمعلومات الرياح المتضمنة في الأطلس، وعرض موجز للأسس النظرية لحساب طاقة الرياح، وتغير سرعة الرياح مع الارتفاع فوق سطح الأرض وعن السرعة العظمى للرياح.
- وقد تضمن الأطلس معلومات عن الرياح في خمس عشرة دولة عربية.
§ تطوير المواقد التقليدية لإعداد الخبز والطهي:
تتعرض الموارد الطبيعية في المناطق الجافة إلى ضغط كبير نتيجة البحث عن مصادر للطاقة من أجل الطهي والتدفئة، ما تسبب في استفحال التصحر، وانتشار الفقر، واختلال التوازن البيئي والاقتصادي والاجتماعي في عدة مناطق، وقد نتج عن ذلك ضغط على الموارد والكتلة الأحيائية والماء والأرض، وأصبحت ظروف العيش صعبة، وضعفت طاقات التطور لهذه المناطق، ويتضح هذا الأمر في إفريقيا على وجه الخصوص، حيث يستعمل حطب الوقود لتسديد النقص الحاصل في الطاقة، لذلك أصبح من الضروري البحث عن حلول مناسبة لتخفيف العبء عن حطب الوقود بالتوازي مع ترشيد استهلاك هذا الحطب بتطوير طرق إنتاج حطب الوقود وتطوير أفران الطهي التقليدية، والرفع من كفاءتها وتوعية سكان الأرياف، وصولا إلى تحقيق الهدف المتمثل في تحسين رفاهية الحياة كمحور في سياسات الطاقة والبيئة. وتستهلك مواقد الكتلة الأحيائية كمية من المحروقات تفوق استهلاك المواقد المتطورة بستة أو سبعة أضعاف، كما تسرب كميات من الغازات تفوق خمسين مرة الغازات المتسربة من المواقد المتطورة لطهي نفس الكمية من الطعام. ولهذا فإن برنامج توزيع أفران حطب متطورة قد يحقق، إذا توفرت ظروف النجاح واستمرار المتابعة، عدة أهداف منها:
- تخفيض كميات الحطب المستعملة، وتقليص التلوث،
- تحسين ظروف العيش الصحية والاجتماعية،
- تقليص الوقت اللازم لجمع الحطب وتخفيف العبء عن المرأة الريفية،
- خلق فرص عمل، وحماية البيئة.
وانطلاقا من اهتمام المنظمة - إدارة العلوم والبحث العلمي، بمواضيع ترشيد استخدام الطاقة والمحافظة على سلامة البيئة في الوطن العربي، فقد تعاونت مع المعهد الوطني للبحث العلمي والتقني بالجمهورية التونسية في إطار تنفيذها لمشروع خاص بتطوير التقانات التقليدية المحلية في تصميم وتصنيع نماذج مطورة من الأفران التقليدية المستعملة في إعداد الخبز، بهدف الرفع من كفاءة أدائها وبالتالي التقليص من كميات استهلاك الحطب والحفاظ على الغطاء النباتي. وقامت بإجراء التجارب على الأنموذج التجريبي والتحقق من أدائه، وهو يصنع عادة من الطين المحلي، ولكن ليتحمل صدمات النقل والشحن، تقرر تصنيعه من النحاس. وعند تصنيعه محليا لابد من إدخال تغييرات جزئية وذلك بصناعة الفرن، أي الإناء الداخلي، من الطين والإبقاء على الإناء الخارجي والغطاء مصنعا من المعدن الأكثر تداولا محليا.
§ إعداد الدراسات:
قامت المنظمة في العام 2018 بإنجاز تسع (9) دراسات حول كيفية استغلال الطاقات المتجددة في تنمية المجتمعات الريفية والصحراوية وتطويرها في المجالات التالية:
- التجفيف الشمسي للمنتوجات الفلاحية.
- تحلية المياه بواسطة التبخر والتقطير باستعمال الطاقة الشمسية الحرارية.
- آليات مبتكرة لتمويل الطاقة المتجددة.
- دراسة النجاعة الطاقية في البنايات بمنطقة مراكش.
- طهي الطعام باستخدام الطاقة الشمسية.
- التبريد والتكييف الشمسي.
- كهربة المناطق الريفية والصحراوية من خلال استخدام الطاقة الشمسية.
- ضخ المياه باستخدام الطاقة الشمسية أو طاقة الرياح.
- دراسة مردودية المحطة الشمسية الحرارية "نور1" بورزازات.
§ وضع المواصفات والمعايير الموحدة:
اهتمت المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، بتنسيق وتوحيد الرموز والمصطلحات والتعاريف التقنية، وطرق الفحص والتحليل والقياس والتصميم والتنفيذ في مجالات الطاقة المتجددة والمعلوماتية والبيئة وغيرها، وذلك من خلال عضويتها في لجان فنية عربية متخصصة في إطار المنظمة العربية للتنمية الصناعية والتعدين، ومنها على سبيل المثال:
- لجنة علم المصطلح.
- لجنة الحرف العربي في الإعلاميات.
- لجنة الطاقة الشمسية وتطبيقاتها.
- لجنة حماية البيئة من التلوث.
واستجابة لتوصيات اللجنة العربية الدائمة للطاقات المتجددة، قامت المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، بتشجيع ودعم وضع مواصفات ومقاييس الجودة الخاصة بمعدات الطاقة المتجددة، وخاصة معدات الطاقة الشمسية، مع التركيز على وضع الرموز ووحدات القياس الخاصة بها، وذلك بالتعاون مع المنظمة العربية للمواصفات والمقاييس سابقا، ولقد ساهمت المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم في وضع المواصفات الخاصة ببعض معدات الطاقة الشمسية وخاصة في ميادين:
- اللاقط الشمسي المسطح الحراري.
- نظم السخانات الشمسية للأغراض المنزلية: خزان حفظ الطاقة الحرارية.
§ مصطلحات الطاقة المتجددة:
قامت المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، عبر مكتب تنسيق التعريب، بإعداد المعجم الخاص بمصطلحات الطاقة المتجددة باللغات الثلاث (عربي، إنجليزي، فرنسي).
§ التعاون العربي والدولي في ميدان الطاقة المتجددة:
- التعاون العربي في ميدان الطاقة المتجددة:
تعتبر الدول العربية مجالا مناسبا لاستخدام الطاقات المتجددة وبالأخص الطاقة الشمسية وطاقة الكتلة الحيوية. ومع وجود الظروف المناسبة لاستغلال الطاقات المتجددة فإنه لابد من الإسراع بقدر الإمكان بتطوير مصادر تلك الطاقة مع التركيز على تحسين كفاءة استخدامها.
يحتاج تطوير المناطق الريفية النائية في أقطار الوطن العربي إلى طاقة ذات طابع القدرة الصغيرة غير المركزة. ففي مجال استخدام الطاقة الشمسية، نجد أن تحلية المياه المالحة وتكييف الهواء غالبا ما يحتاج إليهما في الفصول الشمسية الحارة، إلا أن التكنولوجيات المتاحة حاليا للاستفادة من هذه الطاقة ليست اقتصادية، ومن هنا تبرز قيمة الجهود التي تبذلها المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، واللجنة العربية الدائمة للطاقة المتجددة، لتشجيع التعاون العربي، من أجل تطوير وتطويع تكنولوجيات الطاقة المتجددة محليا، لتتلاءم مع الظروف الجوية والمناخية، وكذلك لاستخدام هذه التكنولوجيات الاستخدام الأمثل وخاصة في المناطق النائية. ويتطلب مثل هذا التعاون اختيار أبسط التكنولوجيات المتوفرة في البيئة المحلية من أجل قيام صناعة عربية ناجحة لمعدات الطاقة المتجددة. وللوطن العربي من المقومات العلمية التكنولوجية والهندسية ما يسمح بإقامة مثل هذه الصناعة، ومن هنا فإن تبادل الخبرات له من فائدة كبيرة جدا، خصوصا في ظل تشابه طبيعة الحياة في المناطق الريفية النائية في أرجاء الوطن العربي.
- التعاون الدولي:
تولي المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، (إدارة العلوم والبحث العلمي)، اهتماما خاصا بتعميق أواصر التعاون العلمي مع المنظمات والهيئات الدولية في مجالات الاهتمام المشترك، ولاسيما الطاقات المتجددة، وقد تمثل هذا الاهتمام ليس فقط في المشاركة المستمرة لهذه المنظمات في اجتماعات اللجنة العربية الدائمة للطاقة المتجددة، بل وفي الإسهام في عقد الملتقيات الإقليمية الخاصة بالطاقة المتجددة والمشاركة في الفعاليات الدولية، مثل تعاون المنظمة مع منظمة اليونسكو في القمة الشمسية العالمية، وكذلك التعاون معها ومع جامعة السلطان قابوس، بعقد اجتماع الخبراء رفيعي المستوى للدول العربية لتنسيق الموقف العربي في مؤتمر القمة الشمسية العالمية، الذي عقد في مسقط في الفترة 23-26/3/1996، بمشاركة 16 دولة عربية، وممثلين عن منظمة اليونسكو، والمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة، والذي أصدر إعلان مسقط، وأوصى رؤساء الدول والحكومات في الدول العربية باعتبار البرنامج العربي للطاقة الشمسية جزءا أساسيا مع البرنامج العالمي للطاقة، من جهة أخرى فقد تعاونت تعاونت المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم/إدارة العلوم والبحث العلمي مع اليونسكو، والمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة، وجمعية الدعوة الإسلامية العالمية، ومركز دراسات الطاقة الشمسية بليبيا، في عقد المؤتمر العربي الدولي لتطبيقات الطاقة الشمسية، في مدينة طرابلس، بالجماهيرية العظمى، في الفترة من20 إلى 22/11/2004.