شهدت العقود الأخيرة تطوّراً مذهلاً في تقنيات النشر العلمي وأدواته. وأصبحت للمجلاّت تقاليد في احتضان البحوث وجَمْع الكتّاب والباحثين حولها، لتتحوّل المجلة إلى مؤسسة فكرية عريقة. ولهيئات التحرير والاستشارة دور في ديمومة هذه المجلات وانتظام صدورها وفي تعيير البحوث وتحديد شروط الكتابة فيها وضبط الجوانب الفنّية لتحريرها ومطابقتها للمعايير والمواصفات الدولية وغيرها من شروط النّشر والتأكّد من سلامة المنهج العلمي ونتائجه والتّمييز بين أصحاب العطاء العلمي الجيّد وبين غيرهم. وتُمثّل المجلة العربية للثقافة مؤسّسة ثقافية لا يقلّ دورها أهمّية عن أيّة مُؤسسة ثقافية أخرى. وتحرص المنظمة على أن تكون هذه المجلّة التي تصدر مرّتين في السنة من بين المجلاّت الثقافية، ذات الشّهرة على النّطاق العربي والعالمي، وأن تجسّد في مضمونها ما تنطوي عليه دلالة المجلة الثقافية، من حيث هي مجلّة تُسهم، من خلال نشر نتائج دراسات وبحوث مُحكّمة حول الثقافة والتراث ومجالاتهما النّظرية والتطبيقية، في تثمين الموروث الثقافي العربي وإبراز ما ينطوي عليه من ذخائر ونفائس عديدة ومتنوّعة، وتقديم آخر الدراسات والبحوث ونتائجها إلى القارئ العربي وإلى العالم، والتأسيس لحوار بنّاء بين الثقافة العربية والثقافات الإنسانية