تناول المؤتمر موضوع "نظام تعليم عال مرن مواكب للتغيرات العالمية السريعة والمطّردة"، من خلال الوثيقة الرئيسة للمؤتمر التي أبرز الاتجاهات التكنولوجية التي أحدثت ثورة في قطاع التعليم، وهو قدرة الأنظمة الحاسوبية على تنفيذ المهام التي تتطلب ذكاءً بشرياً مثل التعلم، والاستنتاج، وحلّ المشكلات، حيث يمكن استخدم الذكاء الاصطناعي في تحليل البيانات، واتخاذ قرارات مبنية على تلك التحليلات، فالتعلّم المرن هو نهج تعليمي يتيح للمتعلمين السيطرة على الوقت، والمكان، ووتيرة تعلمهم. ويمكن من توفير بيئة تعليمية غير مقيّدة بقاعات الدراسة التقليدية، مما يتيح للطلاب الوصول إلى الموارد التعليمية متى وأينما أرادوا. ويهدف استخدام الذكاء الاصطناعي في التعليم المرن إلى التخصيص الشخصي للتعلم، حيث يمكن للذكاء الاصطناعي تحليل أداء كل طالب وتوفير خطط تعلم مخصصة تناسب احتياجاته ومستواه التعليمي، مما يسمح للطلاب بتعلم المواد وفقاً لقدراتهم. وإلى التقييم التكيفي: حيث يمكّن للذكاء الاصطناعي تعديل الاختبارات بناءً على مستوى الطالب، بحيث تكون الأسئلة أكثر أو أقل صعوبة اعتماداً على الأداء، مما يجعل التقييم مرناً وفعالاً. إضافة إلى التعلّم الذاتي: حيث يتم استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي في الدروس الافتراضية والمساعدات الذكية، بما يمكّن الطلاب من التعلّم بشكل مستقل وبالسرعة التي تناسبهم، كما يمكّن التعلم المرن المعلمون الافتراضيون من توفّر أنظمة الذكاء الاصطناعي توجيهًا فرديًا، والإجابة على الأسئلة بشكل فوري، والمساعدة في حلّ المشكلات، مما يسمح بتجربة تعلّم فعّالة وتفاعلية. إضافة إلى التنبؤ بالأداء والتوجيه المستقبلي، حيث يمكن الذكاء الاصطناعي من تحليل بيانات الأداء والتنبؤ بالصعوبات المحتملة التي قد تواجه الطالب، مما يساعدهم على تقديم إنذار مبكر في حالة تعثره. وتنظيم المحتوى الذكي: يمكن للذكاء الاصطناعي تنظيم المواد التعليمية بطرق مرنة ومبتكرة وممتعة، مثل تقسيم المحتوى إلى وحدات صغيرة للتعلم حسب الحاجة.
ولتطبيق الدمج بين الذكاء الاصطناعي والتعلم المرن في الجامعات، فإنه يمكن إتاحة منصة تعليمية تعتمد على الذكاء الاصطناعي لتقديم تجربة تعليمية مخصصة لكل طالب. هذه المنصة يمكن أن تشمل مكونات مثل تحليل الأداء، تقديم التوصيات التعليمية المخصصة، وتوفير تقارير تفصيلية للمعلمين حول تقدم كل طالب.
وعرضت على أعمال المؤتمر عدد من الوثائق العلمية ذات العلاقة بموضوع المؤتمر ومحل توصيات المؤتمر (18)، وهي: "الإطار العام لاستراتيجية الألكسو لتنمية الإبداع والابتكار في مؤسسات التعليم العالي في الدول العربية"، "تطوير برامج التعليم الجامعي بالدول العربية في ضوء مهارات ومهن المستقبل"، و"الإطار العربي المشترك للمؤهلات"، "مشروع النظام العربي للتحقق من مصداقية الشهادات العلمية وحمايتها من التزوير باستخدام تكنولوجيات البلوك تشين"، و"صندوق الألكسو للبحث العلمي والريادة والابتكار"، إضافة إلى تجارب الدول العربية المشاركة في موضوع المؤتمر،
وصدر عن المؤتمر عدد من التوصيات شملت تشجيع الدول العربية على تبني وتعزيز وتنظيم تقنيات الذكاء الاصطناعي في دفع عجلة التطور في التعليم العالي والبحث العلمي في الدول العربية، وتشجيه مؤسسات التعليم العالي في الدول الأعضاء على تبني أساليب التعليم المرن، وتحسين جدوة التعليم من خلال التبادل والتعاون البيني والدولي وإقامة الشراكات، وتشجيع الابتكار وريادة الأعمال، وتحويل محرجات البحوث العلمية إلى تطبيقات عمليّة تدعم النمو الاقتصادي والرفاه المجتمعي، ودعوة الدول العربية إلى الاستفادة من الإطار الاسترشادي للمؤهلات ومواءمة معايير التعليم والتدريب المهني، والانضمام إلى مبادرة الألكسو لنظام عربي موحد للتحقق من صحة الشهادات العلمية الصادرة عن مؤسسات التعليم العالي وذلك باستخدام تكنولوجيا اللوك تشين، ودعوة الألكسو إلى تعزيز التعاون العربي في مجال البحث العلمي.