تعد المعارض الثقافية مجالا لعرض الأفكار والإبداعات في شتى المجالات والاهتمامات الإنسانية، وهي تشكل الواجهة الحضارية للأمم والشعوب وتعبر عن مستوى الوعي الثقافي للمجتمعات، وتتعدد مواضيع هذه المعارض من معارض تراثية إلى فنون بصرية كالفن التشكيلي والتصوير الفوتوغرافي وغيرها... إلى فنون أخرى مرتبطة بمستجدات الواقع الإنساني وتعالج القضايا الراهنة. وأمام تصاعد مستويات الاهتمام بالقضايا البيئية، التي تتعدد ملامحها كالاحتباس الحراري وتفاقم كمية النفايات وغيرها من الظواهر... ظهرت أشكال عديدة من التعبيرات التي تسلط الضوء على هذا الواقع وتحاول إيجاد الحلول المناسبة له.
ولما كان الفن وسيطة لتعبير الفنان عن انفعالاته وانعكاسا لما يشاهده في الطبيعة، فقد أصبح من الضروري التفكير في تناول هذه المواضيع ومعالجتها ورفع مستوى الوعي بها عبر كل السبل والمجالات ومنها الثقافية والفنية، وفي هذا السياق ظهرت حركات فنية مبنية على التدوير تجمع بين الإبداع وإعادة التدوير، بالاعتماد على المواد المهملة وابتكار أعمال فنية جديدة باستخدام هذه المواد.
وتهتم المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم في إطار انفتاح سياستها الثقافية على القضايا البيئية بهذه الحركات الفنية، وتعتزم تنظيم معارض فنية تهتم بالإبداع في علاقة بالتدوير وذلك في إطار انخراطها في الحراك الإنساني للتوعية بالقضايا البيئية.