الذكاء الاصطناعي من اهم التكنولوجيات الناشئة التي لها تأثير كبيرا على المنظومة التعليمية حيث أعطى التعليم إمكانات هائلة للصالح الاجتماعي وتحقيق أهداف التنمية المستدامة ويتطلب ذلك إجراءات في السياسة على مستوى النظام وكيفية وضع السياسات لدعم التعليم المعزز بتقنيات الذكاء الاصطناعي. تتيح الأدوات المدعومة بالذكاء الاصطناعي إمكانية الوصول إلى التعلم لجميع الطلاب في أي وقت وفي أي مكان. يتعلم كل طالب وفقًا لسرعته الخاصة، ويسهل الوصول على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع على الطلاب استكشاف ما يناسبهم دون انتظار معلم. بالإضافة إلى ذلك، يمكن للطلاب من جميع أنحاء العالم الوصول إلى تعليم عالي الجودة دون تكبد نفقات السفر والمعيشة. يعد التعليم على المستوى الوطني جزءًا مهمًا من تنفيذ الذكاء الاصطناعي. يعد تعليم الذكاء الاصطناعي أمرًا ضروريًا لتحويل المعرفة المتعلقة بالذكاء الاصطناعي من المعامل إلى السوق وعامة الناس. يلامس الذكاء الاصطناعي جميع القطاعات في وقت واحد. يجب أن يكون تعليم الذكاء الاصطناعي متاحًا على الصعيد الوطني. وهنا نشير الى النقاط الاساسية على مستوى السياسات لاستخدام الذكاء الاصطناعي في التعليم.
وفي هذا الاطار عقدت المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (إدارة تكنولوجيا المعلومات والاتصال) ، الأثنين 25 أكتوبر 2021، ندوة افتراضية خاصة باستخدام الذكاء الاصطناعي في التعليم في الوطن العربي بالتعاون مع اللجنة القطرية واللجنة اللبنانية للتربية والثقافة والعلوم. و شارك في هذه الندوة الإقليمية أكثر من مائة وعشرون مشارك (120)، يمثلون عدة دول عربية لمتابعة خمس مداخلات قيمة لخبراء متخصصين في مجال الذكاء الاصطناعي، ودارت هذه المداخلات حول " التعليم الابتكاري في ظل الاقتصاد الإبداعي الذكي، إضافات الذكاء الاصطناعي للمنظومة التعليمية ،تعليم الذكاء الاصطناعي في المراحل الابتدائية والثانوية: التجربة الصينية نموذجا، استخدام الذكاء الاصطناعي في التربية: التجربة اللبنانية، تدريس الذكاء الاصطناعي ضمن مناهج الحاسب الآلي – مع التطرق لتجربة دولة قطر في هذا المجال.
كما قامت المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم بتشكيل فريق عمل متخصص في هذا المجال متكون من خمسة خبراء عرب لإعداد دليل تربوي خاص بتدريس تكنولوجيات الذكاء الاصطناعي في المدارس الابتدائية والثانوية(k12) بالوطن العربي الهدف منه هو تعزيز فرص المعلمين في التعلم وتطوير امكانياتهم الفردية في مجال الذكاء الاصطناعي و تدريس التلاميذ في المدارس الابتدائية والثانوية هذا المجال .
ويهدف هذا الدليل كذلك الي تقييم الجاهزية وتهيئة بيئة مجتمعية داعمة للذكاء الاصطناعي في التعليم ويشمل فحص الامكانيات المادية والبشرية والمالية المتاحة التي تركز على تطبيقات الذكاء الاصطناعي في التعليم بالإضافة الى دراسة جدوى للتكلفة الفعلية لتنفيذ سياسات وبرامج الذكاء الاصطناعي في التعليم وهنا تحدد الاهداف و السياسات على مستوى المنظومة التعليمية وتقييم قيمة التكلفة.
وتسعى الألكسو من خلاله إلى دعم المشاركة المجتمعية وتعزيز القيم الانسانية لتطبيقات الذكاء الاصطناعي في التعليم و ذلك بصياغة سياسات ووضع أطر تنظيمية وطنية، لضمان استخدام الذكاء الاصطناعي بالنفع على المجتمع اى يكون محورة الانسان مبنى على قاعدة أخلاقية راسخة، لن تحمي حقوق الإنسان والكرامة الإنسانية وحسب، وإنما ستعززها أيضاً ويأتي هذا المفهوم للعملية التعليمية من تعزيز قدرات الطلاب و المعلمين من تصميم تطبيقات الذكاء الاصطناعي بطريقة اخلاقية وغير عنصرية ومنصفة وشفافة نابعة من اخلاقيات المجتمع العربي.
وتنظم كذلك في هذا الاطار المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الألكسو) و وزارة التعليم العالي و البحث العلمي المصرية و اللجنة الوطنية المصرية للتربية و العلوم و الثقافة و الجمعية التونسية للمبادرات التربوية الدورة الثانية لتظاهرة "الأسبوع العربي للبرمجة" تحت عنوان "الذكاء الاصطناعي و حماية البيئة " المزمع عقدها خلال الفترة الممتدة من 21 فبراير إلى 28 فبراير 2022.
يهدف الأسبوع العربي للبرمجة إلى مساعدة المجتمع العربي وخاصة جمهور المعلمين والتلاميذ (من 8 سنوات إلى 18 سنة) وكل المهتمين بعلوم البرمجة إلى إبراز طاقاتهم وقدراتهم وخصوصا أن لغة البرمجة و تطبيقاتها أصبحت تدير عالمنا وتحلّ المشاكل من حولنا، لذلك جاءت فكرة الأسبوع العربي للبرمجة لتوفير بيئة تعليمية بأسلوب ممتع ويسير يساعد في تعليم أساسيات البرمجة للناشئين لتكون فرصة أمامهم لفتح آفاق نحو تخصّصات جديدة عبر إشراكهم بمسابقات البرمجيات الشيّقة والممتعة، كما يهدف الأسبوع العربي للبرمجة إلى توفير بيئة مناسبة لتبادل الخبرات في مجال تعليم البرمجيات، وهو ما سيساهم في نشر ثقافة علوم البرمجة و فروعها كالذكاء الاصطناعي و التعلم الآلي.