مكسيكو/ فاتح أكتوبر 2022 - أكد المؤتمر العالمي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة 'اليونيسكو' حول السياسات الثقافية والتنمية المستدامة (موندياكولت)، في ختام أشغاله مساء أمس الجمعة بالمكسيك، على أن دمج الثقافة في استراتيجيات التنمية المستدامة أصبح اليوم ضرورة ملحة.
وكانت المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم 'ألكسو' قد شاركت في قمة الثقافة التي انتظمت بالعاصمة مكسيكوسيتي من 27 الى غاية 30 سبتمبر، ممثلة في شخص الأستاذ الدكتور مراد محمودي، أمين المجلس التنفيذي والمؤتمر العام، والقائم بأعمال مدير إدارة الثقافة بالألكسو.
وأبرز الإعلان الختامي للمؤتمر، الذي اعتمدته الدول المشاركة بالإجماع، أن الثقافة "منفعة عالمية"، ومن الضروري مواصلة ترسيخها في الاستراتيجيات الاجتماعية والتنموية.
وجاء في الإعلان الختامي للقمة أن "الثقافة تلعب دورا أساسيا في مجتمعاتنا، ومن خلالها نكتشف كنه إنسانيتنا المشتركة وهويتنا (..) وعلى الرغم من التقدم المحرز، فإنها لا تحتل المكانة التي تستحقها في السياسات العامة والتعاون الدولي''
وأفاد البيان الختامي على أن مؤتمر (موندياكولت) بمكسيكو "إشارة قوية لتغيير هذا الوضع، والإعلان المعتمد هو بمثابة التزام للجميع بالعمل على جعل الثقافة ضمن قائمة الأولويات''.
ويحدد هذا النص مجموعة من الحقوق الثقافية التي يجب مراعاتها في السياسات العمومية، بدءا من الحقوق الاجتماعية والاقتصادية للفنانين، وحق مجتمعات السكان الأصليين في حماية معارف أجدادهم ونقلها، وحماية التراث الثقافي والطبيعي وتثمينه''.
وتوج هذا الإعلان مفاوضات ومشاورات استمرت لأشهر قادتها اليونسكو والدول الأعضاء، والذي يدعو إلى دمج الثقافة "كهدف محدد في حد ذاته" في أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة لسنة 2030
كما شدد على أهمية تنظيم كبير للقطاع الرقمي، ولا سيما المنصات الكبرى، لصالح التنوع الثقافي عبر الإنترنت والملكية الفكرية للفنانين، والوصول المتكافئ إلى المحتوى الثقافي.
تجدر الإشارة الى أن المدير العام للألكسو معالي الأستاذ الدكتور محمد ولد أعمر كان قد أكد في كلمة له بالمناسبة على أهمية التوصيات الصادرة عن المجموعة العربية في مجال الثقافة.
كما شدد معاليه على أهمية المقترحين الصادرين عن المجموعة العربية المتعلقين بإدراج الثقافة كمُكون أساسي في عمليات حفظ السلام العالمي، وقيادة حوار عالمي حول هذه المسألة
المحوريّة في إطار منظومة الأمم المتحدة حتى تأخذ الثقافة كقوّة ناعمة مكانتها المركزية في عمليات صنع السلام في العالم.
ودعا معاليه من جهة أخرى ، على أهمية العمل ''على الاستفادة من قوة الثقافة في زيادة الوعي بجملة التحديات التي تفرضها التغيرات المناخية على البشرية وبالانتماء إلى الجهد الجماعي لإنقاذ كوكبنا''.
وشهد مؤتمر موندياكولت، الذي عرف مشاركة هامة من قبل عدة منظمات دولية واقليمية ومن قادة العالم وثلة من الفاعلين في المجال الثقافي، مداخلات ورؤى عددٍ كبيرٍ من مسؤولي الثقافة حول العالم سواء حضوريًا أو عن بُعد، في إطار تعزيز حوار عالمي حول دور الثقافة في التنمية المستدامة.
وتجدر الإشارة الى أن هذا المؤتمر يأتي بعد 40 عامًا من المؤتمر العالمي الأول من هذا النوع الذي انعقد أيضًا في المكسيك في عام 1982، والذي شكلت نتائجه نجاحًا ومرجعية تاريخية في تطور أيديولوجية الثقافة وعلاقتها بالتنمية.