الألكسو تنعى الأستاذ الشاذلي القليبي

الألكسو تنعى الأستاذ الشاذلي القليبي

ببالغ الحزن والأسى والتسليم بقضاء الله وقدره تنعى المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم ومديرها العام الأستاذ الدكتور محمد ولد أعمر ،المغفور له بإذن الله تعالى الأستاذ الشاذلي القليبي، الأمين العام الأسبق لجامعة الدول العربية وأول وزير للثقافة في الجمهورية التونسية، الذي انتقل إلى جوار ربه يوم الأربعاء 13 مايو 2020. وبوفاته تفقد تونس ، ومعها الأمة العربية، علما من أعلام الثقافة والسياسة. فقد وفق الفقيد، طيلة حياة مليئة بالبذل والعطاء، في الجمع بين العمل الثقافي بمختلف أوجهه وبين النشاط السياسي، محليا وعربيا. وقد تولى الإدارة العامة للإذاعة الوطنية التونسية، وتونس لا تزال في سنوات استقلالها الأولى، فعُرف بوعيه بأهمية رسالة الإعلام الوطنية والقومية مع الحرص البالغ على سلامة لغته وعيا منه بقوة تأثيره ودوره التعليمي الشامل، وهو العضو في مجمع اللغة العربية بالقاهرة. وفي قطاعي الثقافة والإعلام عرف بتشجيعه المطلق للإبداع والمبدعين، ولاسيما الشبان منهم. كما كان وراء إرساء تقاليد عديدة في الحياة الثقافية التونسية وإطلاق كثير من المهرجانات الدولية والعربية التي تفخر بها تونس حتى اليوم، إلى جانب إحداث مجموعة من المؤسسات الرائدة في مختلف قطاعات الفن والثقافة، والتي أسست لنهضة ثقافية راسخة في البلاد التونسية، وخدمت الثقافة على المستويين العربي والإفريقي. 

وبانتقاله إلى مجال السياسة والدبلوماسية، حقق المغفور له نجاحا مماثلا، سواء على صعيد تونس،أو على الصعيد العربي عندما تولى الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، فقام بمهمته على أحسن وجه وعزز قدرة الجامعة المؤسسية وعلاقاتها الدولية في فترة كانت فيها الأزمات تترى هوجاء على النظام العربي، ولم يغفل أهمية البعد الثقافي لها فأنشأ مجلة شؤون عربية ونظم الأسابيع الثقافية والندوات الفكرية. وقبل كل ذلك وأثناءه وبعده ظل السي الشاذلي المثقف المواظب على القراءة والكتابة طيّب المعشر هادئ الطبع دمث الخُلق.

وإذ تشارك المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم ومديرها العام وأسرتها الشعب التونسي حزنه على الفقيد العزيز، يتقدمون بأصدق التعازي للرئاسات التونسية الثلاث ولأسرة الفقيد، داعين الرحمان الرحيم أن يتغمده برحمته الواسعة ويسكنه فراديس جناته ويعين ذويه على جميل الصبر والسلوان. وإنا لله وإنا إليه راجعون.