بيان الألكسو في اليوم العالمي للفلسفة 21 نوفمبر 2019

بيان الألكسو في اليوم العالمي للفلسفة  21 نوفمبر 2019

تحتفل الألكسو مع المؤسّسات الأكاديمية والهيئات العربية والدولية المعنيّة بالفكر الأصيل والثقافة الإنسانية المتطوّرة، في مثل هذا اليوم من كلّ سنة، بالفلسفة خطابا فكريا متجدّدا وممارسة معرفية جامعة لقوى الكيان البشري العقلِ والحدسِ والروحِ والحسِّ والخيال، من أجل تكثيف الوعي بمنزلة الإنسان في هذا الوجود وتبيّن حقوقه والتزاماته المحمولة عليه فيما يخصّ ذاته وعلاقته بالناس وصلته بالبيئة والطبيعة والكون.
ونرى من واجبنا أن نعمل اليوم في دولنا العربية على مختلف المستويات الرسمية بهدف تمكين الفلسفة وإحلالها المكانة التي تستحقّها في مجالات التربية والتعليم والإعلام والثقافة وفي مختلف المؤسّسات والفضاءات، حتّى تصبح طريقة تفكير وعمل تساعدنا في فهم قضايا و تحّديات تشغلنا مثل تحقيق التنمية والعدالة وتأمين حقوق الناس في الحياة الآمنة والعيش الكريم والعمل اللائق وترقية مجتمعاتنا في عالم تتسارع به أحداث جسام وتشقّه تحوّلات اقتصادية واجتماعية وعلمية وتكنولوجية كبرى تعمّق فجوات متعددّة بين شعوبه ودوله.
كما نعتقد أنّه لا يمكن للفلسفة أن تساعدنا في كسب رهانات التنمية المستدامة وأهدافها التي نريد لحاضرنا ولمستقبل أجيالنا إلاّ متى وصلناها بحياتنا وواقعنا وبمشاريعنا وآمالنا وجدّدنا النظرة إلى الخطاب الفلسفي ولمهامّه بحيث يكون خطابا تحريريا تنويريا ينمّي الحياة السياسية ويطوّر الثقافة ويجدّد الأفكار ويشجّع على الإبداع ويدعم الاقتصاد ويعزّز التماسك الاجتماعي بمنظومة قيمية تعلي من شأن الحّرية والاختيار والإرادة والفعل وبالسؤال والتحليل والتفسير والاستدلال والتفكير الناقد من أجل الإنسان أوّلا وأخيرا .
وتغتنم الألكسو هذه المناسبة لتستحثّ من جديد جميع مؤسّسات التربية والتعليم والتدريب والجامعات ومراكز الفكر والبحث والجمعيات العلمية المعنيّة بتطوير التفكير الفلسفي في بلداننا لإبراز إسهام الفلاسفة العرب في تطوّر الفلسفة وانقداح أسئلتها وقضاياها، ووصل ماضيها بالفكر الإنساني المعاصر. وكذلك للعمل والتعاون بغرض تعميم الثقافة الفلسفية وتيسيرها وإتاحة الحكمة وعدم الضنّ بها على الناس وتمتين صلتهم بها حتّى يقبلوا عليها فيكون بذلك لوجودها معنى.
.