نظمت المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الألكسو) بالتعاون مع اللجنة الوطنية الأردنية للتربية والثقافة والعلوم، ندوة علمية رفيعة المستوى تحت عنوان: “ضمان توظيف التكنولوجيات الحديثة لاستمرارية العمل في مجالات التعليم والثقافة والعلوم أثناء الأزمات والكوارث”. أقيمت الندوة في العاصمة الأردنية عمان يومي 24 و25 نوفمبر 2024، بمشاركة نخبة من الخبراء والمتخصصين من الدول العربية.
افتتحت الندوة بكلمات ترحيبية، حيث ألقت السيدة ابتسام عقاب أيوب كلمة اللجنة الوطنية الأردنية للتربية والثقافة والعلوم. كما ألقى الدكتور محمد الجمني، مدير إدارة تكنولوجيا المعلومات والاتصال بالألكسو، كلمة المنظمة، حيث نقل تحيات معالي الأستاذ الدكتور محمد ولد أعمر، المدير العام للألكسو، إلى المشاركين، وتمنياته بنجاح أعمال الندوة. وأكّد على أهمية تعزيز التعاون العربي والإقليمي في مواجهة التحديات التي تعترض القطاعات التعليمية والثقافية والعلمية أثناء الأزمات.
وناقشت الندوة تأثير الأزمات والكوارث على استمرارية التعليم والثقافة والعلوم في الدول العربية، لا سيما خلال الحروب والأزمات مثل جائحة كوفيد-19. وسلّطت الندوة الضوء على الاستراتيجيات الممكنة لضمان استمرارية هذه القطاعات من خلال استخدام التكنولوجيات الحديثة، مثل التعليم الإلكتروني، الذكاء الاصطناعي. كما هدفت الندوة إلى تشخيص الوضع الراهن في الدول العربية وخاصة تلك التي تمر بظروف خاصة، وتعزيز القدرات البشرية في توظيف التكنولوجيات الحديثة، وتوطينها، وتقليل الفجوة التكنولوجية بين الدول العربية، وتشجيع الاستخدام الناجع للتقنيات الحديثة في مجالات التعليم والثقافة.
وقد تخللت الندوة عدة جلسات عمل قدّم فيها خبراء من مختلف الدول العربية تجاربهم الميدانية. وتضمّنت الجلسات نقاشات حول الابتكارات التقنية لتجاوز الأزمات، حيث قدّمت الألكسو عرضًا حول تطوير التعليم الإلكتروني وتوظيف الموارد الرقمية بشكل ناجع في ظل الأزمات، بينما شارك لبنان تجربة التعليم الإلكتروني أثناء الحروب، مع التركيز على التحديات والفرص المتاحة. كما تمّ استعراض تجارب من الأردن وسوريا وفلسطين والعراق ولبنان وليبيا واليمن والسودان. وقد تمّ التأكيد على الدور الحيوي للتكنولوجيا في ضمان استمرارية التعليم وتمكين الطلبة من حقهم في التعلم، باعتباره أساسًا للتنمية والاستقرار.
وناقشت الندوة بشكل خاص أهمية توظيف التكنولوجيات الحديثة لدعم التعليم في المناطق المتأثرة بالأزمات، مع التركيز على قطاع غزّة الذي يعاني من تحديات كبيرة نتيجة الأوضاع المستمرة. وأوصى المشاركون بضرورة توفير منصات تعليمية رقمية تُسهم في ضمان استمرارية التعليم للطلاب في ظل الظروف الصعبة، مع تعزيز الوصول إلى الموارد التعليمية المفتوحة والتقنيات المبتكرة التي تتيح التعليم عن بُعد.
كما دعا الخبراء إلى تقديم الدعم اللازم للبنية التحتية التقنية في غزة، بما في ذلك تأمين اتصال موثوق بالإنترنت وتوفير الأجهزة التكنولوجية للطلاب والمعلمين، إلى جانب إطلاق مبادرات عربية ودولية لدعم التعليم في القطاع، وذلك لضمان حق كل طفل في الحصول على تعليم نوعي ومستدام حتى في أصعب الظروف.
واختتمت الندوة بعرض التوصيات التي ركزت على تعزيز القدرات الوطنية في استخدام التكنولوجيات الحديثة لضمان استمرارية العمل في قطاعات التعليم والثقافة والعلوم أثناء الأزمات والكوارث. وشددت التوصيات على أهمية تطوير خطط استراتيجية عربية موحدة لمواجهة الأزمات، وتعزيز التعاون الإقليمي بين الدول العربية لتبادل الخبرات وتطوير الحلول التقنية المبتكرة. كما دعت إلى الاستثمار في البنية التحتية الرقمية، وتوفير الدعم اللازم لتدريب الكوادر البشرية على استخدام التقنيات الحديثة، بالإضافة إلى تقليل الفجوة التكنولوجية بين الدول العربية من خلال مشروعات مشتركة
مستدامة.