انطلقت اليوم الثلاثاء 29 أكتوبر 2024 فعاليات المؤتمر الدولي العربي الثاني للذكاء الاصطناعي في التعليم والذي تنظمه المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (إدارة تكنولوجيا المعلومات والاتصال) على مدى أيام 29 و30 أكتوبر 2024 بمقر الألكسو. وتشهد هذه الدورة مشاركة 20 دولة عربية وغير العربية وبحضور خبراء دوليين.
وتخصص الدورة الثانية من المؤتمر "للذكاء الاصطناعي التوليدي" واستخداماته في التعليم، إلى جانب استعراض آخر التطورات التكنولوجية في مجال الذكاء الاصطناعي التوليدي والنماذج اللغوية الضخمة (LLMS). كما سيتم تقديم وتحليل أهم وأنجح التجارب الدولية والعربية في استخدام الذكاء الاصطناعي في التعليم، بالإضافة إلى توفير منصة للنقاش والتبادل بين الخبراء والمختصين وصانعي السياسات التعليمية، واستكشاف الأخلاقيات والتحديات المتعلقة بتطبيقات الذكاء الاصطناعي التوليدي في التعليم.
وافتتح المؤتمر الأستاذ الدكتور محمد الجمني مدير إدارة تكنولوجيا المعلومات والاتصال وألقى كلمة معالي المدير العام للألكسو الأستاذ الدكتور محمد ولد أعمر، نيابة عنه، رحب فيها بضيوف الألكسو وتمنياته بالنجاح لأشغال المؤتمر، الذي ينتظم بالتعاون مع شركائها الدوليين والإقليميين، وأكد على أهمية هذا الحدث والذي يمثل خطوة هامة نحو فهم أعمق لتأثيرات الذكاء الاصطناعي في مجال التعليم، واستكشاف الفرص التي يوفرها لتعزيز التعلم وتحسين جودة التعليم في العالم العربي.
وأكد على أن الألكسو تولي اهتمامًا كبيرًا لمواكبة هذه التحولات، وقد أطلقت العديد من المشاريع التي تهدف إلى تعزيز استخدام الذكاء الاصطناعي في التعليم. ومن أبرز هذه المشاريع مشروع الذكاء الاصطناعي في التعليم، الذي يسعى إلى تخصيص التجربة التعليمية، ومشروع البلوك تشين لحماية الشهادات، الذي يضمن مصداقية الشهادات التعليمية باستخدام تقنيات حديثة. بالإضافة إلى المنصة العربية للموارد التعليمية المفتوحة، التي تتيح للطلاب والمعلمين الوصول إلى محتوى تعليمي مجاني وشامل.
وفي هذا السياق، أعلن عن إطلاق مشروع Skills for Innovation (SFI) بالتعاون مع مؤسسة إنتل، مؤسسة الألفية للتعليم المستدام، ومؤسسة كلاسيرا للتعلم الذكي. ويهدف هذا المشروع إلى إعداد الشباب العربي للمستقبل من خلال تزويدهم بالمهارات اللازمة للابتكار في العصر الرقمي. ويركز المشروع على دمج مهارات القرن الحادي والعشرين في الأنظمة التعليمية من خلال حلول تعليمية قائمة على التكنولوجيا.
وأشار إلى أن الألكسو، عبر مركزها في دمشق، تعمل حاليًا على ترجمة المحتوى التدريبي للمشروع إلى اللغة العربية، مما سيتيح للمدارس والمعلمين والطلاب في العالم العربي الاستفادة الكاملة من هذا البرنامج التدريبي المتميز.
ومن جهته، أكد الأستاذ الدكتور محمد الجمني مدير إدارة تكنولوجيا المعلومات والاتصال على أهمية هذا المؤتمر والذي يهدف إلى مناقشة التطورات الأخيرة في مجال الذكاء الاصطناعي، وبشكل خاص الذكاء الاصطناعي التوليدي والنماذج اللغوية الكبيرة (LLMs)، واستكشاف تأثيرها على مستقبل التعليم في العالم العربي.
وأضاف أن النماذج اللغوية الكبرى (LLMs) هي تقنيات تعتمد على الذكاء الاصطناعي وتم تدريبها على كميات هائلة من البيانات النصية، مما يسمح لها بفهم اللغة الطبيعية وإنتاجها بطريقة شبيهة بما يقوم به الإنسان. وتتنوع استخدامات هذه النماذج، بدءًا من توليد النصوص الآلية، والمساعدة في الكتابة، والترجمة، إلى دعم أنظمة الحوار التفاعلي.
وإثر الكلمات الافتتاحية انطلقت الجلسة رفيعة المستوى حول الاستراتيجيات الوطنية للذكاء الاصطناعي بحضور ثلة من الشخصيات الهامة وهم كل من الأستاذة الدكتورة نرجس بالأمين والأستاذ الدكتور عزالدين زقروبة، ممثلي وزارة التعليم العالي والبحث العلمي بالجمهورية التونسية والأستاذ الدكتور كشك شريف السيد، مستشار وزير التعليم العالي والبحث العلمي بجمهورية مصر العربية، والأستاذ الدكتور أيمن غنيم، الأمين العام المساعد للاتحاد العربي للاقتصاد الرقمي، دولة الامارات العربية المتحدة، والدكتور مصطفى رشيد، مساعد رئيس الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري، والمهندس ماريو فرانكو، رئيس مؤسسة الألفية للتعليم المستدام. وألقى المهندس سامي تريمش كلمة المنظمة العربية لتكنولوجيا المعلومات والاتصال أكد فيها على الأهمية النوعية لهذا المؤتمر وذكر من خلالها أهم المشاريع التي تقوم بها المنظمة العربية لتكنولوجيات المعلومات.
وعقب الجلسة رفيعة المستوى، شهد المؤتمر مداخلتين رئيسيتين لقيتا اهتماماً واسعاً من الحضور. في المداخلة الأولى، قدّم المهندس عماد زيتوني، مدير الهندسة في مؤسسة غوغل (Google) بالولايات المتحدة الأمريكية، عرضاً حول مشروع "جيميناي بالعربي"، مستعرضاً دور الذكاء الاصطناعي في تطوير محرّكات البحث وفتح آفاق جديدة لتحسين تجربة المستخدمين العرب على الإنترنت.
أما في المداخلة الثانية، فتناول الأستاذ الدكتور توفيق الجلاصي، المدير العام المساعد بمنظمة اليونسكو، جهود المنظمة في تحديث التعليم وتعزيز استخدام التكنولوجيا الحديثة، بما في ذلك الذكاء الاصطناعي، مؤكداً على ضرورة الاستفادة من التعليم الرقمي كوسيلة أساسية للتنمية البشرية والاجتماعية والاقتصادية. كما أكّد على أهمية مواجهة تحديات الاستغلال غير السليم للذكاء الاصطناعي في قطاع التعليم، مؤكداً على ضرورة وضع أطر قانونية وأخلاقية تُنظّم استخدام هذه التكنولوجيا للحفاظ على سلامة العملية التعليمية وحماية الأجيال الناشئة. كما أشار إلى أن منظمة اليونسكو تقدّم توصيات عالمية لتعزيز الوصول إلى التعليم الرقمي الشامل والحد من الفجوة الرقمية، وتدعو جميع الأطراف لتحمل مسؤولياتهم في توفير فرص تعليمية عادلة، مع توجيه خاص نحو تلبية احتياجات سوق العمل في البلدان العربية من خلال تطوير المهارات والكفاءات اللازمة.
ويتضمن برنامج المؤتمر الدولي العربي الثاني للذكاء الاصطناعي في التعليم، والذي يمتد على يومي 29 و30 أكتوبر 2024، عددا من الجلسات تتوزع على النحو التالي: جلسة حول الذكاء الاصطناعي التوليدي والنماذج اللغوية الكبيرة، جلسة حول التطورات الحديثة في الذكاء الاصطناعي التوليدي وتأثيرها على التعليم، جلسة التحديات والأخلاقيات في استخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي في التعليم، جلسة حول التجارب الدولية والعربية الناجحة في استخدام الذكاء الاصطناعي في التعليم، جلسة حول الذكاء التعليمي: الذكاء الاصطناعي في التعليم والاستدامة – التحديات التقنية، جلسة إطلاق مشروع مهارات الابتكار بالشراكة مع مؤسسة (SFI INTEL ) و مؤسسة الألفية للتعليم المستدام ومؤسسة كلاسيرا للتعلم الذكي، وجلسة حول التحديات التقنية الاستخدام الذكاء الاصطناعي في التعليم.
وقد شهد افتتاح المؤتمر الدولي العربي الثاني للذكاء الاصطناعي في التعليم مشاركة ضيوف رفيعي المستوى وباحثين وأكاديميين وطلبة