بيان الألكسو بمناسبة اليوم العالمي للطفل العربي 1 أكتوبر 2023

بيان الألكسو بمناسبة اليوم العالمي للطفل العربي 1 أكتوبر 2023

تحتفل المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم "ألكسو" مع سائر الدول العربية باليوم العالمي للطفل العربي الموافق للفاتح من تشرين الأول (أكتوبر) من كل سنة، وذلك تكريسا لتنامي الوعي العربي بضرورة الإحاطة بالطفولة وإيلائها المنزلة التي تستحقها ضمن السياسات الوطنية. ويمثل هذا الاحتفال قناعة الألكسو بأهمية الطفولة في كل الشعوب وإيمانها بأولوية دعم قدرات الدول العربية والاستثمار فيها كخيار استراتيجي لتنشئة أجيال متوازنة قادرة على المساهمة الفاعلة في رفع تحديات المستقبل.‏

ووعيا من المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم بالرمزية الاعتبارية للاحتفال باليوم العالمي للطفل العربي، فإنها تغتنم هذه الفرصة للدعوة إلى تضافر الجهود للارتقاء بمفهوم الطفولة وطرحه كأفق استشرافي لبناء المواطن العربي. كما تشير إلى أهمية اغتنام هذه المناسبة دعما للجهود الدولية الرامية إلى نبذ كل أشكال العنف والكراهية والتعصب والتطرف بما يضمن تعزيز النظرة الإيجابية للطفل العربي وحوله في إطار التعاون والتضامن والترابط الدولي لحماية كل أطفال العالم ولتحقيق مبدأ المساواة والعدل بينهم دون تمييز في التعليم الجيد والمنصف الشامل للجميع.

هذا، وتشير الإحصائيات المتوفرة بمرصد الألكسو إلى أن عدد الأطفال (0-14 سنة) يناهز في الدول العربية اليوم ما يقارب 153.2 مليون ويمثل نسبة 33 % من مجموع السكان، وهو ما من شأنه أن يدفع بكافة الدول العربية إلى المزيد من تعزيز الجهود الرامية إلى حمايتهم. ولن يتأتى ذلك ممكنا إلاّ بالعمل على تجاوز الوضع الحالي للطفولة في الوطن العربي، وتعزيز الجهود الرامية إلى تطوير أداء النظم التربوية والرفع من مردوديتها. وتجدر الإشارة في هذا الإطار إلى أن نسبة الأطفال في سن المدرسة الابتدائية (عادة بين 6-11 سنة) في الدول العربية والذين يوجدون خارج مقاعد الدراسة تقارب 9.7٪ سنة 2021 (5.3 مليون طفل)

وأن نسبة الأطفال الذين يتمكنون من إتمام التعليم الابتدائي لم تتجاوز 87.3٪ في عام 2020، وأن نسبة الالتحاق بالتربية قبل المدرسية سنة 2020 لم تتجاوز28,25٪ في حين يصل المعدل العام العالمي في نفس السنة إلى 60,86٪.

وتمثل خطة العمل المستقبلية للمنظمة (2023/2028) وموازنات أنشطتها التربوية والثقافية والعلمية خير دليل على انسجام خيارات الدول العربية وتوافقها مع التوجهات الدولية الرامية إلى المراهنة على الطفولة في إطار حركة تحويل التعليم. وتبعا لذلك فقد جعلت الألكسو من تنمية الطفولة محورا قارا في برامجها وأنشطتها استنادا إلى رؤية مستقبلية تستهدف بناء المواطن العربي.

إن التأكيد على الترابط الفكري والمنظومي في عمل المنظمة لمجالات التربية والثقافة والعلوم، يساهم بدرجة عالية في دعم رسالتها الحضارية وتعزيز مشاريعها وأنشطتها المجتمعية. وتدرك الألكسو العمق الحضاري والإنساني لرهان حماية الطفولة ورعايتها وإكسابها المهارات الضرورية تفاعلا مع السياقات الجديدة ومتطلبات العصر. وتكريسا لهذا الخيار، فهي تجدّد دعوتها إلى تفعيل كل المواثيق الداعمة للطفولة وتجسيم ما تتضمنه من حقوق معلنة حتى تتنزل في السياسات والخيارات وتلامس الواقع في الخطط التنفيذية المرسومة لها.