سعيا من المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الألكسو) إلى توثيق أواصر التعاون بما يخدم العلم والبحث العلمي والمعرفة، ونظرا لما يمثله البحر الأحمر من أهمية اقتصادية حيوية من خلال الموقع الجاذب وإسهامه بشكل كبير في دعم اقتصاديات الدول المتشاطئة عليه، ودوره الهام في حركة التجارة العالمية خصوصاً النفط والغاز، لا سيما مع ظهور مفهوم الاقتصاد الأزرق الذي يمكن تعريفه على أنه الاستخدام المستدام للموارد المائية وحماية البحار والمحيطات والنمو الاقتصادي وتحسين سبل المعيشة والوظائف وصحة النظام البيئي، عقدت الألكسو (إدارة العلوم والبحث العلمي) "ورشة عمل رفيعة المستوى تحت عنوان: البحر الأحمر: العلم والبيئة نحو استثمار مستدام"، وذلك خلال يومي 13 و14 يوليو 2023 بمقرها في تونس العاصمة، بمشاركة خبراء ومختصين من
المملكة العربية السعودية، والمملكة الأردنية الهاشمية، وجمهورية السودان، وجمهورية مصر العربية، والجمهورية اليمنية، وسويسرا، إضافة إلى مشاركة ممثل الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، وممثلين عن عدد من المؤسسات والمراكز المعنية والمتخصصة بشأن البحر الأحمر: دارة الملك عبد العزيز، والجمعية الملكية لحماية الحياة البحرية/ العقبة، وهيئة شركة العقبة للتعليم، وجامعة الملك عبد العزيز، وجامعة جازان، وشركة تلاد للبيئة، ومركز تاريخ البحر الأحمر وغرب المملكة العربية السعودية، ومركز بحوث ودراسات دول حوض البحر الأحمر، وجامعة قناة السويس، ومركز البحر الأحمر للدراسات السياسية والأمنية، ومركز البحر الأحمر العابر للحدود، ومركز البحر الأحمر للدراسات السياسية والأمنية. كما شارك في هذه الورشة أكاديميون وإعلاميون وباحثون في مجال علوم البيئة والبحار والاقتصاد والعلوم ذات العلاقة.
شهدت جلسة افتتاح الورشة حضور عدد من السفراء العرب وكبار الشخصيات، وقذ تضمنت ترحيبية ألقاها سعادة الأستاذ الدكتور محمد سند أبو درويش، مدير إدارة العلوم والبحث العلمي، رحب من خلالها بالنخبة الكريمة من الرؤساء والمدراء التنفيذيين والأكاديميين ومن أصحاب العلم والفكر والخبرة والمعرفة الذين قدِموا من مؤسساتهم العلمية والبحثية والأكاديمية والاستثمارية العربية ليلتقوا في بيت الخبرة العربي وبالنقاش موضوع بهذه الأهمية،
وكان الافتتاح الرسمي بكلمة ألقاها معالي الأستاذ الدكتور محمد ولد أعمر، المدير العام للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم أكد فيها أنّ التنمية الشاملة والمستدامة هي مشروع مجتمعي يقتضي بالضرورة إحداث تغييرات في مختلف المجالات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وأضاف معاليه أن البحث العلمـي هو أحد أهم مقوّمات التقدم والتنمية، ووسيلة للإسهام في بناء المواطن الفاعل والقادر على حل المشاكل والتصدي للصعوبات التـي تواجه المجتمع مذكرا ، بحهود الألكسو في مساعدة بعض الدول العربية على رسم سياساتها في مجالي العلوم والتكنولوجيا، وتوظيفهما في خدمة المجتمع واحتياجات التنمية، وبناء قاعدة علمية عربية لنقل المعرفة العلمية والتكنولوجية وتوطينها، ونشر ثقافة البحث العلمـي وتبسيط العلوم، إسهامًا منها في بناء اقتصاد عربي مستدام عن طريق البحث العلمـــي والابتكار، وتحقيق الرفاه الاقتصادي والاجتماعي للدول العربية في أفق العام 2030".
ووقد وجه ممثل الأمانة العامة لجامعة الدول العربية الشكر والامتنان إلى معالي الدكتور محمد ولد أعمر - المدير العام للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، وتهنئته على تجديد الثقة التي يستحقها وتوليه مسؤولية المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم لفترة ثانية، مشيدا بالتعاون المثمر القائم بين الألكسو وجامعة الدول العربية.
هذا وقد تضمنت الورشة على مدى يومين برنامجا علميا ثريا بالمداخلات ذات علاقة بالبحر الأحمر من ووضع خارطة طريق للتعاون المستقبلي وإصدار عدد من التوصيات ستأخذ مجراها للتنفيذ بالتعاون مع كافة الجهات المعنية بشأن البحر الأحمر.
كما اختتمت الورشة بزيارة ميدانية لمجمع Honoris- Tunisia.
