الألكسو تنظم بمقرها ندوة دولية حول " التربية على المواطنة وقيم التسامح والسلام والعيش المشترك لتحقيق التنمية المستدامة في إطار تحويل التعليم ''

الألكسو تنظم بمقرها ندوة دولية حول   " التربية على المواطنة وقيم التسامح والسلام والعيش المشترك لتحقيق التنمية المستدامة في إطار تحويل  التعليم ''

 

عقدت المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم 'ألكسو' اليوم 08 يونيو 2023 بمقرها ندوة دولية حول: " التربية على المواطنة وقيم التسامح والسلام والعيش المشترك لتحقيق التنمية المستدامة في إطار تحويل التعليم'' وذلك بالشراكة مع وزارة التربية بالجمهورية التونسية والمعهد الدولي للديمقراطية، وبالتعاون مع حكومة كتالونيا بإسبانيا، ومكتب مجلس أوروبا واليونسكو .

 

كما تعقد الندوة التي تتواصل على مدى يومين بالتعاون مع كل المعاهد الثقافية الإسبانية والفرنسية والألمانية، ومؤسسة هانس سيدل، بتونس، والمعهد العربي لحقوق الإنسان، ومجموعة من المفكرين والأساتذة والخبراء المتخصّصين من تونس ومن دول عربية وأوروبية في أعمال الندوة، فضلا عن أصحاب معالي السفراء العرب المعتمدين بتونس.

 

وفي كلمة له بالمناسبة ، قال معالي المدير العام للألكسو الأستاذ الدكتور محمد ولد أعمر؛ أن '' هذه الندوة هي فرصة لتجديد التفكير وتعميقه وتنسيق الجهود وتقاسم التجارب وتبادلها لتعزيز التربية على المواطنة وقيم التسامح والسلام والعيش المشترك، من أجل بلوغ أهداف التنمية المستدامة في سياق متحوّل يعمل فيه الجميع للارتقاء بالتعليم حتى يكون أكثر

 

 جودة وانصافا وشمولا بحلول العام 2030.

 

وأضاف معاليه أن الألكسو ما '' انفكت تعمل مع الدول العربية والمنظمات الدولية والإقليمية المعنية بنشر ثقافة المواطنة والقيم الإنسانية المشتركة وتعزيز تعليمها وتعلّمها في رياض الأطفال والمؤسسات التربوية والجامعية وتتعاون مع شبكة من الخبراء من الدول العربية، لترسيخ التربية على المواطنة والقيم الإنسانية المشتركة ''.

 

وأكد في السياق ذاته أنه ''من واجبنا اليوم أفرادا ومؤسّسات، أن نعزّز جهودنا وأن ننسّق بين أعمالنا حتّى تكون التربية على المواطنة وقيم التسامح والسلام والتعايش وسائر القيم الإنسانية المشتركة مجالا تعليميا نوعيا يساعد في تحويل التعليم حتّى يكون أكثر استجابة لاحتياجات المتعلمين أطفالا وشبابا، ويسهم في إعدادهم للنجاح في عالم سريع التبدّل.''

 

ولاحظ المدير العام أن ذلك '' يتأتى عبر تغييرات تشمل رؤيتَنا للتعليم: وظائفَه وأهدافَه ومناهجَه وأساليبَه، وسبل الوصول إليه جيّدا ، وهو ما يدعونا إلى إعادة تصميم المناهج الدراسية، في جميع مستويات التعليم لتعزيز مكانة تعليم المواطنة، واعتماد طرق التدريس التشاركية التي تنمّي التفكير النقدي والحوار البنّاء واحترام حقوق الإنسان، وتشجّع الطلّاب على العمل التعاوني والمشاركة المجتمعية.'' 

 

من جهته، أكد معالي وزير التربية في الجمهورية التونسية الدكتور محمد علي البوغديري؛ أن برنامج إصلاح المنظومة التربوية سيولي اهتماما كبيرا لتعزيز دور المدرسة في تربية الناشئة على قيم المواطنة.

 

ولفت أن وزارة التربية التونسية تتجه في إطار إصلاح المنظومة التربوية إلى العمل على الترفيع من عدد نوادي التربية على المواطنة والمحافظة على البيئة حتى تشمل جل المؤسسات التربوية.

 

وأفاد على أنه سيتم العمل على إثراء وتعزيز طرق عمل هذه النوادي على المواطنة والبيئة وتطوير أساليب عملها ومتابعتها وتقييم أدائها بصفة دورية.

 

وبين الوزير أن إدراج مادة جديدة في البرامج التربوية تتمحور حول التربية على المواطنة تعد من بين أبرز الأفكار التي سيتم مناقشتها لدى الشروع في مسار إصلاح المنظومة التربوية.

 

من جانبه لفت وزير الشباب والرياضة الأستاذ كمال قديش؛ إلى أن التربية على المواطنة يتطلب إنشاء أرضية للتنسيق بين كافة المتدخلين بالإضافة الى اعتماد مقاربة تشاركية قائمة على حوار استراتيجي بين المؤسسات الوطنية وجمعيات المجتمع المدني بهدف بلورة استراتيجية وطنية للتربية على المواطنة وحقوق الانسان.

 

بدورها، شددت معالي وزيرة الأسرة المرأة والطفولة وكبار السن الدكتورة أمال موسى،؛ على أهمية دعم برامج الطفولة المبكرة والعمل من خلال مختلف أنشطتها وبرامجها على غرس قيم المواطنة والتسامح وقبول الآخر رغم اختلافاته.

 

وعلى صعيد آخر، تطرقت مستشارة العمل الخارجي والاتحاد الأوروبي بالحكومة الكتالونية ما ريتشيل سيريط؛ في مداخلتها، إلى أهمية معالجة القضايا المجتمعية انطلاقا من التربية كآلية للإصلاح والتطور، مشيرة إلى التعاون المشترك القائم بين الحكومة الكتالانية ومنظمة "الألكسو" البناء من خلال تعزيز التعاون المشترك في المجال التربوي عبر التشجيع على تبادل الخبرات وتعزيز الحوار بين مختلف الثقافات ودعم اللغات لاسيما تعزيز التبادل الثقافي واللغوي الكتالوني -العربي.

 

وأشادت سيريط؛ بدور المنظمات والهياكل المختصة غير الحكومية ومكونات المجتمع المدني في ترسيخ ثقافة المواطنة بين الشعوب، من أجل بناء الأجيال القادمة على أسس صلبة من الوعي والسلوك الحضاري، داعية إلى مزيد تكثيف الجهود لتعزيز الشراكات والتعاون الثنائي ومتعدد الأطراف في مواجهة التحديات التنموية، والظواهر الاجتماعية والثقافية والبيئية، بما يؤسس لمجتمعات أفضل ويحفظ الأجيال القادمة من الانسياق وراء مظاهر العنف والتطرف والتمييز.

 

ودعت في السياق ذاته إلى اعتماد الحوار منطلقا لإرساء السياسات الخاصة بالتربية والتنمية المستدامة، وتعزيز التعاون في المجال بين مكونات المجتمع السياسي والمدني، ودعم ثقافة الاختلاف والتسامح والتعايش السلمي، من أجل مستقبل أفضل للشعوب في كافة أنحاء العالم.

 

هذا وأكد المنسق المقيم للأمم المتحدة بتونس آر نود بيرال؛ في كلمته على أهمية العمل المشترك لتعزيز مفاهيم المواطنة والتعايش السلمي، من خلال تطوير مجالات التربية والتعليم لتحسين مهارات الطلاب وبناء أجيال قادرة على تحمل المسؤولية، وقبول الآخر والتعايش السلمي، في كنف الحوار والاحترام.

 

وأشار في السياق ذاته إلى قمة الأمم المتحدة حول التحولات في المجال التربوي، التي تهدف إلى تحقيق نتائج محددة من أبرزها بناء الانسان ليكون فاعلا وقادرا على التغيير وحاميا للسلام في العالم.

 

وقال أنه من خلال الخبرات المشاركة في ندوة اليوم فإنه يمكن تحديد الأساليب المبتكرة والتوصيات السياسية لتشكيل أنظمة التعليم اليوم وغدا مذكرا بكلمات باولو فريري التي تقول ''التعليم لا يغير العالم .. التعليم يغير الناس ..والناس يغيرون العالم''

 

كما تحدثت رئيسة مكتب مجلس أوروبا ومنسقة سياسة الجوار مع جنوب البحر الأبيض المتوسط بيلار موراليس عن سياسة مجلس أوروبا تجاه المناطق المجاورة ومنها تونس، في إطار الشراكة والتعاون في مواجهة التحديات الراهنة على غرار مكافحة العنف بكل أشكاله وخاصة العنف ضد المرأة والطفل، وقضايا التحول الديمقراطي واللامركزية، وتعزيز الديمقراطية المحلية وحقوق الانسان.

 

وأشارت إلى دعم مجلس أوروبا لكل المبادرات الرامية إلى بناء الإنسان السوي، ودعم الإصلاحات بالمنطقة المتوسطية وفق المعايير الدولية، وذلك في علاقة بالمجال السيبرني والديمقراطية.

 

يذكر أن ندوة الألكسو الدولية حول التربية على المواطنة وقيم التسامح والسلام تناقش مجموعة من المواضيع تشمل بالخصوص دور المؤسسات التعليمية في تعزيز دور التربية على المواطنة وقيم التسامح والتعايش لتحقيق التنمية المستدامة، ودور المنظمات الدولية والاقليمية في دعم التربية على المواطنة وقيم التسامح، إلى جانب تقديم بعض التجارب الناجحة في مجال دور التربية في تعزيز المواطنة وقيم التسامح لدى الناشئة في عدد من البلدان العربية والغربية وخاصة منها فرنسا وكندا وإسبانيا.