التكنولوجيات الحديثة بالوطن العربي والرهانات المطروحة للذكاء الاصطناعي في التعليم '' محور ملتقى للألكسو 

 التكنولوجيات الحديثة بالوطن العربي والرهانات المطروحة للذكاء الاصطناعي في التعليم '' محور ملتقى للألكسو 

انطلقت اليوم الثلاثاء 23 مايو 2023 بتونس، "فعاليات الملتقى الدولي العربي الأول للذكاء الاصطناعي في التعليم "، ببادرة من المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم 'ألكسو' .

ويشارك في الملتقى الذي يتواصل على مدى يومين، خبراء ومختصون دوليون في المجالات العلمية والتربوية من تونس والوطن العربي والدولي، إلى جانب ممثلين عن المنظمات العربية والاقليمية والدولية.

ويشار إلى أن فعاليات الملتقى شهدت مشاركة الجمهورية العربية السورية للمرة الأولى إثر استعادة موقعها بجامعة الدول العربية بعد غياب لنحو 12 عاما، ممثلة في شخص وزير التربية السوري معالي الدكتور دارم طباع.

ويسلط الملتقى، الضوء، على أحدث التطورات التكنولوجية في الذكاء الاصطناعي، مثل التعلم الآلي وتحليل البيانات والتعرف على الكلام، ومناقشة استخدامها في التعليم وتأثير الذكاء الاصطناعي على التعلم والتدريس.

وينظر في التشريعات والبرامج المتعلقة بالتكنولوجيا والاستعداد في المستقبل لإرساء التشريعات في مجال الذكاء الاصطناعي.

وقال معالي المدير العام للمنظمة الأستاذ الدكتور محمد ولد أعمر، في كلمة له بالمناسبة أن الهدف من مؤتمر اليوم العلمي ''هو تدارس الجوانب المختلفة لاستخدامات الذكاء الاصطناعي في التعليم وإرساء حوار بناء بين الخبراء وصانعي السياسات والمتخصصين في مجال التعليم والجهات الفاعلة في صناعة الذكاء الاصطناعي''.

وأوضح أن "الذكاء الاصطناعي عرف نقلة نوعية منذ سنة 2018، ونما بشكل كبير على أرض الواقع ليصبح أداة رئيسية صلب قطاعات عدّة، ومنها على وجه الخصوص القطاع التعليمي، حيث لدينا مشاريع رائدة تعتمد الذكاء الاصطناعي في مواجهة التحديات من ذلك المساعدة على التقليص من الفجوات التكنولوجية بالبلدان العربية، وتنويع أشكال التعبير الثقافي''.

ولاحظ معاليه أن ''المنظمة قامت بتشكيل فريق عمل متخصّص في هذا المجال المكون من خبراء عرب لأعداد دليل تربوي خاص بتدريس تكنولوجيات الذكاء الاصطناعي في المدارس الابتدائية والثانوية بالوطن العربي بغية تعزيز فرص المعلمين في التعلم وتطوير امكانياتهم الفردية في مجال الذكاء الاصطناعي''.

وذكر في السياق ذاته بجملة من المشاريع والمبادرات التي قامت الألكسو بإطلاقها على غرار تطوير نظام عربي موحد للتحقق من مصداقية الشهادات العلمية باستعمالِ تكنولوجيا البلوك تشين وإجراء هذه التجربِة النموذجية لهذا النظام بمشاركة بعض الجامعات العربية من تونسَ والجزائر وعُمان والإمارات.

وأكّد معالي الأستاذ الدكتور محمد ولد أعمر ،أن الألكسو ''تسعى من خلالِ هذه المشاريع النوعية الى تعزيزِ دورِها في مجال الذكاء الاصطناعيِّ في التعليم، لتصبح مختبرا عربيا للأفكارِ ووضع المعاييرِ، ولتساعد في وضع السياسات وبناء القدرات في هذا المجال، مشيرا الى أن الألكسو تؤكد على أهمية نشر الذكاء الاصطناعي في التعليم بهدف تعزيز القدرات البشرية وحماية حقوق الانسان من أجل التعاون الفعال بين الانسان والآلة في الحياةِ والتعلم والعمل خدمة لأهداف التنمية المستدامة ِ''.

من جانبه تحدث معالي وزير التربية في الجمهورية التونسية الدكتور محمد علي بوغديري، عن أهمية الذكاء الاصطناعي في عالم اليوم ودوره في تعزيز التطور العلمي والتعليمي للبلدان العربية، مبرزا، المساعي التي تقوم بها تونس في مجال دعم الانتقال الرقمي، وتعزيز انخراط التلاميذ والشبان التونسيين في مجال مهن المستقبل، لاسيما الهندسة والمعلوماتية والبرمجة، ودعم الخبرات التكنولوجية، ومواكبة التطور الرقمي والتكنولوجي عبر تعزيز التوجه الرقمي للمدرسة التونسية.

وثمن معالي الوزير  في هذا المجال مشاركة تلاميذ تونسيين في منافسات عالمية على غرار بطولة العالم في الذكاء الاصطناعي، ومسابقات الروبوتيك وغيرها، بما يدعم التوجه الوطني لتمكين المدرسة التونسية من ان تصبح رائدة عربيا ودوليا، ونموذجا في الخلق والابتكار وصناعة الذكاء.

بدوره، أكد معالي وزير التربية في الجمهورية  العربية السورية  الدكتور  دارم طباع، في كلمة له مباشرة وعن بعد (عن طريق الزوم) أن سوريا عملت من أجل تطويع الذكاء الصناعي بالمؤسسات التربوية السورية من خلال دعم وتمكين الطلبة والتلاميذ السوريين من آليات الاستخدام المثمر للذكاء الاصطناعي لخدمة التعليم، دون أن يكون ذلك بديلا عن العلاقات الاجتماعية والوجدانية المحددة للطبيعة الانسانية للفرد''. "

ودعا معالي وزير التربية السوري في السياق ذاته إلى ''الاستفادة من التجارب العالمية في مجال الذكاء الاصطناعي واستخداماته، بما يتناسب مع الطالب في علاقة بالمؤسسة التعليمية وبالمجتمع، حتى لا يكون الذكاء الاصطناعي بديلا عن الحلول التي يمكن للعقل البشري الطبيعي ان يقدمها''

وقدّم معاليه بالمناسبة التصورات المستقبلية التي تعتمدها سوريا للاستفادة من الذكاء الاصطناعي، وتطوير كفاءات المبدعين والمتميزين في المجال، وفق المعايير الجديدة في التربية والتّعليم التي تعتمد التكنولوجيات الحديثة والرقمنة، دون المساس بقيمة الانسان وكينونته، مع السعي لتحقيق التكامل والتنسيق العربي في المجالات التكنولوجية والذكاء الاصطناعي.

من جهته، أفاد سعادة الأستاذ  الدكتور السيد محمود الزواري، مدير ديوان وزير التعليم العالي والبحث العلمي بالجمهورية التونسية في كلمة ألقاها نيابة عن وزير التعليم العالي الدكتور  منصف بوكثير، أن التحديات الكبرى في مجال التكنولوجيات الحديثة والذكاء الاصطناعي، حدت بالحكومة التونسية الى العمل على مجابهتها عبر تطوير مؤسسات التعليم العالي.

وشدّد في هذا الخصوص على أن ذلك يتجلى من خلال العمل ''على تطوير مجالات الحوكمة والبيانات والبنية التحتية، والانفتاح على التكنولوجيات الحديثة '' مبرزا أن تونس ''تمكنت بذلك من التموقع والتقدم افريقيا ودوليا في مجالات البحث العلمي والخدمات التكنولوجية فضلا عن استفادة مؤسسات التعليم العالي والباحثين من التطبيقات التكنولوجية، وتوظيف الذكاء الاصطناعي لكسب الرهانات المعرفية والعلمية''

بدروها ، اعتبرت مستشارة  معالي وزير  تكنولوجيات الاتصال بالجمهورية التونسية السيدة ولاء التركي ، أن التعليم كقطاع حيوي يبقى رافدا مهما من روافد بناء الانسان، مشيرة الى أنه '' من أجل كسب رهانات المستقبل التنموية تم الاشتغال على الاستراتيجية الوطنية للذكاء الاصطناعي مع مختلف الباحثين والمتدخلين في المنظومة التربوية بالنسبة للسنوات الخمس القادمة، الى جانب العمل على ارساء المرصد الوطني الرقمي للمساعدة على اتخاذ القرارات الضرورية للبناء التربوي، وربط كافة المؤسسات التربوية بالألياف البصرية وبشبكة الانترنت والشبكات الداخلية، من أاجل استعمالات انجع للتكنولوجيا الرقمية بالمدارس ، والانكباب على تحيين مراكز البيانات بين وزارتي التربية وتكنولوجيات الاتصال في اتجاه النجاعة والشمولية''..

تجدر الإشارة الى أن جلسات المؤتمر الدولي العربي الأول للذكاء الاصطناعي في التعليم وورشاته، ستطرح بالخصوص 

مسائل تهم أخلاقيات وتشريعات الذكاء الاصطناعي في التعليم، والتحديات التنظيمية المطروحة مثل حماية الخصوصية وأمن البيانات والشفافية والمساءلة، الى جانب مسالة تدريب المعلمين والطلاب على استخدام الذكاء الاصطناعي في التعليم، والمهارات المطلوبة لذلك، والآفاق المستقبلية للذكاء الاصطناعي في التعليم.


لمزيد من الصور