انطلاق أشغال ملتقى الألكسو حول ''تعزيز ريادة المرأة من أجل السلام والتنمية في المنطقة العربية" بنواكشوط

انطلاق أشغال ملتقى الألكسو حول ''تعزيز ريادة المرأة من أجل السلام والتنمية في المنطقة العربية" بنواكشوط

شارك معالي المدير العام للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم 'ألكسو' الأستاذ الدكتور محمد ولد أعمر، اليوم الأربعاء الموافق ليوم 28 ديسمبر 2022، في الجلسة الافتتاحية لملتقى الألكسو حول ''تعزيز ريادة المرأة من أجل السلام والتنمية في المنطقة العربية" الذي انطلقت أعماله بالعاصمة الموريتانية نواكشوط، تحت الرعاية السامية للسيدة الأولى بالجمهورية الإسلامية الموريتانية، الدكتورة مريم فاضل الداه.

وشاركت عديد القيادات والشخصيات النسوية في الجمهورية الإسلامية الموريتانية في فعاليات هذا الملتقى الذي يتواصل على مدى يومين (28 و29 ديسمبر) إلى جانب عدد من أصحاب المعالي الوزراء، في فعاليات الملتقى وذلك على النحو الآتي:

- معالي الأستاذ محمد ولد سويدات، وزير الثقافة والشباب والرياضة والعلاقات مع البرلمان بالجمهورية الإسلامية الموريتانية.

- معالي السيدة لاليا كمارا، وزيرة البيئة والتنمية المستدامة بالجمهورية الاسلامية الموريتانية.

- معالي السيدة صفية انتهاه، وزيرة العمل الاجتماعي والطفولة والأسرة، الجمهورية الإسلامية الموريتانية.

- معالي الأستاذة الدكتورة حياة قطاط القرمازي، وزيرة الشؤون الثقافية بالجمهورية التونسية.

- سعادة الدكتورة مكفولة اكاط، المديرة العامة لمركز محيط للتنمية وقضايا المرأة والسلم.

وألقى معالي الأستاذ الدكتور محمد ولد أعمر، بهذه المناسبة كلمة جاء فيها مايلي:

"بسم الله الرحمن الرحيم،

 والصلاة والسلام على أشرف المرسلين،

- سعادة الدكتورة مريم فاضل الداه، السيدة الأولى

  بالجمهورية الإسلامية الموريتانية، راعية المؤتمر،

- معالي الأستاذ محمد ولد سويدات، وزير الثقافة الشباب

  والرياضة والعلاقات مع البرلمان -الجمهورية الإسلامية

  الموريتانية،

- معالي الدكتورة حياة قطاط القرمازي، وزيرة الشؤون

  الثقافية (الجمهورية التونسية)

- معالي السيدة صفية أنتهاه، وزيرة العمل الاجتماعي

 والطفولة والأسرة (الجمهورية الإسلامية الموريتانية)

- سعادة الأستاذة مكفولة آكاط، المديرة العامة لمركز محيط

  للتنمية وقضايا المرأة والسلم

- أصحاب السعادة السفراء،

- ضيوفنا الكرام،

 السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،

يسعدني ويشرفني الترحيبُ بكم في افتتاح أعمال "مؤتمر تعزيز ريادة المرأة من أجل السلام والتنمية في المنطقة العربية" الذي ينعقد تحت الرعاية السامية للسيدة الدكتورة مريم  فاضل الداه، السيدة الأولى بالجمهورية الإسلامية الموريتانية.

ويؤكد ذلك الدور الريادي لموريتانيا، ويبرز مكانتها واشعاعها وجهود قيادتها الرشيدة في تعزيز العمل العربي المشترك وخدمة قضايا السلم والتنمية وطنيا وعربيا ودوليا والتزامها بدعم ورعاية النساء ومنحهن المكانة اللائقة بهن ليلعبن دورهن في التحولات الإيجابية التي تعيشها موريتانيا حاليا.

ويأتي تنظيم هذا المؤتمر في إطار التزام المنظّمة العربية للتربية والثقافة والعلوم 'ألكسو' بالعمل مع الشركاء على تنفيذ أجندة المرأة والسلام والأمن في المنطقة العربية وخاصّة مقتضيات قرار مجلس الأمن 1325، ومن أجل خلق حركية مجتمعية مناصرة لمشاركة النساء في عملية  التنمية والسلام على المستوى الإقليمي، وبهدف المساهمة في خلق بيئة تمكينية لتنفيذ التزامات الدول العربية إزاء المرأة والسلام والأمن، ووضع إطار للتفكير و التبادل يجمع  الحكومات  ومنظمات المجتمع المدني  والفاعلين  لرصد وتقييم  مدى مشاركة النساء في العمل الجاري من أجل السلام العالمي، وضمان سماع أصوات النساء في حالات النزاع وإبراز مشاركة المرأة في تحقيق أهداف التنمية.

أيها الحضور الكريم،

رغم المبادرات الدولية المتراكمة فإن عدد النساء اللواتي دخلن مجال تحقيق السّلم والأمن لا يزال ضعيفًا، ورغم كل المحاولات من أجل المضي بالمرأة إلى الأمام في هذا المجال فإن النتائج لا تزال متواضعة ودون المتوقع خاصة في المنطقة العربية. لذلك أصبح من الضروري اتخاذ تدابير خاصة على الصعيدين الوطني والإقليمي من أجل زيادة مستوى مشاركة المرأة في مجال العلاقات الدولية حتى يتسنى لها أن تسهم، على أساس المساواة مع الرجل، في الجهود المحلية والدولية المبذولة لضمان السلم العالمي، وتحقيق التقدم الاقتصادي والاجتماعي وتعزيز التعاون والتواصل بين المجتمعات، وذلك من خلال العمل على بناء قدرات القيادات النسائية لمنع الصراع وضمان مشاركتهن الكاملة واستفادتهن من مكتسبات التنمية.

ولا شك في أن تعزيز ريادة المرأة من أجل السلام والتنمية يتطلب أيضا عملية إصلاح تربوية ملحة وحقيقية وغير قابلة للتأجيل لإعداد أجيال تمتلك التفكير النقدي والشخصية المستقلة، منفتحة على ثقافات وفلسفات وفنون وعلوم الإنسانية، مع إدماج منظومة حقوق الإنسان في المناهج التعليمية والتربوية، وإيلاء اهتمام لنشر الثقافة الحقوقية، ومحو الأمية خصوصاً بين نساء الأرياف والبوادي.

أصحاب المعالي والسعادة،،

السيدات والسادة، الحضور الكريم،،

يأتي انعقاد مؤتمر تعزيز قيادة المرأة من أجل السلام والتنمية المستدامة في المنطقة العربية في إطار التعاون القائم بين المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم ووزارة الثقافة والشباب والرياضة والعلاقات مع البرلمان ومركز محيط للتنمية وقضايا المرأة والسلم. ونريد لهذا المؤتمر أن يكون منصة إقليمية للتفكير والتبادل حول الجهود الرامية إلى بناء السلام وتحقيق التنمية من خلال تدخلات مُوجّهة تدعم مشاركة المرأة وتعزز تأثيرها داخل المجتمعات ومراكز صناعة القرار عبر الدعم المباشر للنساء والجهات الفاعلة الرئيسة. ومن المنتظر أن يشهد المؤتمر نقاشات رفيعة المستوى حول تعزيز دور النساء في بناء السلام وتحقيق التنمية وتعزيز مشاركة المرأة في بناء التوافقات الوطنية والعدالة الاجتماعية وتحقيق التنمية والرفاه الاجتماعي.

أيها الحضور الكريم،،

سيبحث هذا المؤتمرُ على مدى يومين قضايا جوهرية تتعلق بسبل وآليات تعزيز قيادة المرأة من أجل السلام والتنمية المستدامة من بينها: آليات مناصرة مشاركة النساء في عمليات بناء السلام  وتحقيق التنمية على المستوى الإقليمي، وسبل بناء تحالفات نسائية حول السلام  والتنمية في المنطقة العربية والإسهام في معالجة الفجوات المعرفية والتربوية التي تُعيق تعزيز قيادة المرأة ووصولها إلى مراكز صنع القرار، وسُبل المساهمة في تنفيذ الالتزامات العالمية بشأن المرأة والسلام والأمن في المنطقـــة العربيـــة وفقا لمقتضيــات قــرار مجلس الأمـــن رقـم (1325)     الذي يربط بين تفعيل دور المرأة في الحياة العامة وبين تحقيق السلام والتنمية، كما سيساهم المؤتمر في تأكيد الدور الريادي والحضاري للمرأة الموريتانية، وإبراز مساهمتها في تعزيز العمل العربي المشترك.

أيها الحضور الكريم،،

إن النساء عوامل فاعلة في إحلال السلام وبناء التوافقات وتحقيق التنمية والتضامن الإنساني، لكن أدوارهن كلاعبات أساسيات ووكيلات للتغيير وإحلال السلام لم تحظ بالتقدير اللازم، مما يتطلب إطلاق عملية مناصرة للاعتراف بدور المرأة وتسخير طاقاتها وخبراتها وإمكانياتها من أجل تحقيق الأمن والتنمية في الدول العربية. وهو ما تعمل المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم على تحقيه مع شركائها في كل الدول العربية.

ولا يمكن أن أنهي كلمتي هذه دون توجيه عظيم الشكر والامتنان لشركائنا في الجمهورية الإسلامية الموريتانية و لضيوفنا الكرام.

والشكر والتقدير مؤكدان في الختام كما في البدء إلى السيدة الدكتورة مريم فاضل الداه، السيدة الأولى على تفضلها بقبول وضع مؤتمرنا هذا تحت رعايتها وهو تأكيد جديد على أهمية جهودها في خدمة وتطوير آفاق عمل المرأة في موريتانيا لتكون أكثر فعالية ومشاركة في صناعة السلام والتنمية في المنطقة.

ضيوفنا الكرام،

أرحّب بكم مرةً أخرى في بلدكم الجمهوريةِ الإسلامية الموريتانية وأرجو لأعماكم النجاحَ والتوفيق، وأشكر كلَّ من ساهم في إعداد أعمال هذا المؤتمر على أرض بلاد شنقيط. والشكر موصول لوسائل الإعلام على تغطيةِ أعمالِ هذه الفعالية الثقافية.      

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته".