بيان المنظّمة العربية للتربية والثقافة والعلوم بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية 18 ديسمبر 2022

بيان المنظّمة العربية للتربية والثقافة والعلوم بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية 18 ديسمبر 2022

    في مثل هذا اليوم من كلّ عام تحتفل المنظّمة العربية للتربية والثقافة والعلوم- ألكسو-  مع سائر  الدول والمنظّمات والهيئات الدولية والإقليمية  باليوم العالمي للّغة العربية، وموضوعه هذه السنة: مساهمة اللغة العربية في الحضارة والثقافة الإنسانية. وهو احتفال يستحثُّ فيه الأفراد والمؤسّسات والدول بعضُهم بعضًا على بذل المزيد من العناية بهذه اللّغة التي اضطلعت، وما تزال، بأدوار اتصالية وعلمية وثقافية عالية بين الأمم. فقد وسعت كتاب الله لفظا وغاية، واستوعبت علوم الأمم وطورتها ونشرتها خاصة في أوروبا لتكون صاحبة الفضل في النهضة العلمية التي نعيشها. لقد كانت دائما قادرة على بناء أرقى أنماط التواصل بين الثقافات والشعوب، واستطاعت أن تنتشر وتبسط مضامينها في مجالات الحياة العامة، الاقتصادية والثقافية وفي الفنون والعلوم والآداب، على البشرية كلها شعوبا وقبائل وأقواما ودولا وممالك،

   وحريّ بمستخدمي اللّغة العربية من العرب والمسلمين ومن غيرهم، في كلّ المجالات التعليمية والبحثية العلمية والإعلامية والدينية، و في مختلف الفضاءات، في المدارس والجامعات والمؤسسات، وفي الأسواق والمصانع والمساجد والكنائس، أن يتبيّنوا قوّة لغتهم ، وأن يعملوا على تنميتها وحمايتها بالاستخدام والتداول، وبالبحث العلمي في خصائصها وأسرارها ومكنوناتها من أجل تيسير تعلّمها وتعليمها واستخدامها في جميع المجالات وخاصة بصفتها لغة ثقافة إنسانية وحوار وتعايش وتواصل حضاري. وفي هذا الإطار من الضروري الحرص على الاستفادة من التقدّم العلمي والتكنولوجي لتطويرها وتيسير تعلّمها وتعليمها لما يتيحه من إمكانيات في مجال حوسبتها ومعالجتها والترجمة آليا منها وإليها، وإنتاج الموارد المعرفية المفتوحة بها.

   وعليه تدعو الألكسو إلى التسريع بتوحيد الجهود الرامية إلى النهوض باللّغة العربية والعمل على مختلف المسارات التشريعية والتعليمية والتقنية والاقتصادية، وإلى التأليف بين جميع الرؤى في خدمتها محليا وإقليميا ودوليا، والمرور من مرحلة الالتزامات إلى الإجراءات العملية والتدابير الملموسة ومن الترسيم إلى التمكين من أجل مستقبل مستدام للّغة العربية، وتشيد في هذا الصدد باتفاقية التعاون التي وقعتها المنظمة مؤخرا مع البنك الإسلامي للتنمية.