المدير العام للألكسو يؤكد في قمة الثقافة بالمكسيك على أهمية التوصيات الصادرة عن المجموعة العربية في مجال الثقافة

المدير العام للألكسو يؤكد في قمة الثقافة بالمكسيك على أهمية التوصيات الصادرة عن المجموعة العربية في مجال الثقافة

 

شدّد معالي الأستاذ الدكتور محمد ولد اعمر، المدير العام للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم-الألكسو على أهمية المقترحين الصادرين عن المجموعة العربية المتعلقين بإدراج الثقافة كمُكون أساسي في عمليات حفظ السلام العالمي، وقيادة حوار عالمي حول هذه المسألة المحوريّة في إطار منظومة الأمم المتحدة حتى تأخذ الثقافة كقوّة ناعمة مكانتها المركزية في عمليات صنع السلام في العالم.

وشدد معاليه خلال أشغال القمة العالمية للثقافة المنعقدة من 27 الى 30 سبتمبر الجاري بالمكسيك على أهمية العمل ''على الاستفادة من قوة الثقافة في زيادة الوعي بجملة التحديات التي تفرضها التغيرات المناخية على البشرية وبالانتماء إلى الجهد الجماعي لإنقاذ كوكبنا''.

وأضاف في كلمة ألقاها بالنيابة عنه الأستاذ الدكتور مراد محمودي، أمين المجلس التنفيذي والمؤتمر العام، والقائم بأعمال مدير إدارة الثقافة بالألكسو، أن ''مؤتمر اليونسكو العالمي للسياسات الثقافية والتنمية المستدامة يشكل فرصة متاحة لتفكير أكثر شمولا ومرونة لتأكيد دور الثقافة في صناعة مستقبل أفضل للبشرية في سياقات التحوّل التدريجي نحو سياسات عامة أكثر اندماجا تشمل مختلف الجهات المعنيّة، من حكومات وطنية ومنظمات المجتمع المدني ومُجتمعات محلية وقطاع خاصّ ومُنظمات دوليّة وإقليمية''.

واعتبر الأستاذ الدكتور ولد أعمر في كلمته أن ''المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، وفي إطار سعيها إلى تنفيذ التزامات التنمية بالدول العربية، تعمل على تدعيم عملية متكاملة لرسم سياسات الاندماج الاجتماعي والتنمية المستدامة من خلال وضع خطط تعتمد على ثقافة دامجة من أجل شمول الجميع وتحقيق الرفاه الاجتماعي والسلم الأهلي في منطقتنا والعالم''.

وشدد معاليه في هذا الخصوص على أن منظمة الألكسو تعمل ''على إشراك الدول العربية في تفكير يُجدّد السياسات الثقافية لمجابهة التحديات العالمية وتحديد الأولويات الآنيّة والمستقبليّة من أجل تشكيل قطاع ثقافي أكثر قوة وفاعليّة وتوسيع نطاق السياسات الثقافية لتشمل القضايا الأكثر تأثيرا في حياة الناس''.

وأشار الى أن هذا النهج ''يتماشى مع خطة منظمة الألكسو التي تُكرّس التبادل الحر للأفكار والمعارف وتشجّع التّعاون بين البلدان العربية ومختلف دول العالم وتدعو إلى توظيف قوة تأثير الثقافة والتّعبيرات الثقافية والفنيّة لمواجهة التحديات المشتركة''.

وذكر معالي المدير العام للألكسو بإطلاق "الخطّة الشاملة المحدثة للثقافة العربية" بعد مراجعة الأولويّات والأهداف لتنسجم مع تحديات المرحلة الجديدة وإطلاق "العقد العربي للحق الثقافي" الذي يُؤكّد على وضع الثقافة ضمن الحقوق الأساسيّة للمواطن العربي ويضمن حقّه في خدمة ثقافيّة تُلبي احتياجاته وطموحاته وتنسجم مع خصوصيّاته الثقافية والاجتماعية''.

ولاحظ معاليه أن وظائف الثقافة تطورت بشكل كبير على مدى العقود الماضية لتغطي نطاقًا واسعًا من مجالات التنمية والسلم والأمن، واستفادت من التغير المجتمعي والتحول الرقمي، وكان الاعتراف الحاسم بالعلاقة المتينة بين الثقافة والتنمية المستدامة مناسبة للتّأكيد على دخول العالم مرحلة تاريخيّة جديدة تُكرّس دور الثقافة في تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية''.

ونوه بالمناسبة بمشروع المملكة العربية السعودية المتمثل في ''الثقافة والمستقبل الأخضر" والذي يهدف إلى إطلاق عملية تشبيك واسعة النّطاق بين الدول العربية لمواجهة التحدي المناخي بالاعتماد على "قوة الثقافة''، مشددا على ''التزام الدول العربية بالجهود الدولية القائمة من أجل حماية الكوكب من خلال إدراج التحدي البيئي ومكافحة التغير المناخي ضمن أولويّات السياسات الثقافية الوطنية والإقليمية''.

وختم معاليه بالقول أن'' المنظّمة العربية للتربية والثقافة والعلوم ستواصل على المستوى الإقليمي عملها الرامي إلى تعزيز تنوع أشكال التعبير الثقافي والفني ودعم ورعاية المبدعين في المنطقة العربية وحماية التراث الثقافي المادي وغير المادي -خاصة في مناطق النزاعات والتوترات -وصونه وتثمينه''.

يشار الى أن فعاليات المُؤتمر العالمي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة –اليونسكو-حول السياسات الثقافية والتنمية المستدامة ‘'موندياكولت 2022 ''، ينظم بمشاركة الألكسو وعدد هام من المنظمات الدولية والإقليمية ومن قادة العالم.

ويعمل المؤتمر مداخلات ورؤى عدد كبير من مسؤولي الثقافة حول العالم سواء حضوريًا أو عن بُعد، في إطار تعزيز حوار عالمي حول دور الثقافة في التنمية المستدامة.

ويأتي هذا المؤتمر بعد 40 عامًا من المؤتمر العالمي الأول من هذا النوع الذي انعقد أيضًا في المكسيك في عام 1982، والذي شكلت نتائجه نجاحًا ومرجعية تاريخية في تطور أيديولوجية الثقافة وعلاقتها بالتنمية.

ويعمل المؤتمر الحالي يسعى إلى توجيه مستقبل السياسات الثقافية وبحث وجهات النظر حول الدور المركزي للثقافة كدافع للتنمية المُستدامة، وكذلك الاعتراف بالتنوع الثقافي، وتعزيز التعددية وبناء السلام بين المجتمعات، وأن تكون الثقافة وسيلة لتحقيق السلام والرفاهية.

ويناقش ''موندياكولت 2022'' إعادة التأكيد على الالتزام العالمي تجاه التحديات المعاصرة التي تشهدها المجتمعات متعددة الثقافات، وبلورة رؤية استشرافية للسياسات الثقافية عبر التطرق الى مجموعة من المحاور من أهمها تعزيز دور القطاع الثقافي كمحرك رئيسي للنهوض والتنمية المستدامة، والاستجابة لفرص وتحديات الرقمنة وتعزيز التنوع الثقافي، حماية التراث الثقافي وتسخيره لخدمة المجتمع والدبلوماسية الثقافية، وتعزيز الاقتصاد الإبداعي وتطوير البنى التحتية، وتعزيز التعليم والتدريب وبناء القدرات في القطاع الثقافي واستهداف الشباب وتوظيفهم.