بيان الألكسو في  "اليوم العالمي لمحو الأميّة" 8 سبتمبر2022

بيان الألكسو في   "اليوم العالمي لمحو الأميّة"  8 سبتمبر2022

 

 

تشارك المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (ألكسو) العالم في إحياء الذكرى 56 لـــــ "اليوم العالمي لمحو الأميّة" الذي يوافق 8 سبتمبر من كل عام، تأكيدا للجهد الذي بدأته منذ نصف قرن، بالتنسيق مع الدول العربية، لمقاومة هذه الآفة باعتبارها مدخلا للتخلف وعائقا للتقدم، وتوثيقا لالتزامها بالعمل على تحقيق مبدأ "الحق في التعليم" وتعزيز فرص التعلّم مدى الحياة للجميع في إطار "أجندة التعليم 2030". 

            ويأتي إحياء اليوم العالمي لمحو الأميّة هذه السنة في سياق انفراج نسبي للوضع الصحي في الوطن العربي بعد تراجع جائحة كوفيد 19 التي تسببت في هدر تعليمي غير مسبوق، وأثّرت على استمرارية التعليم بصيغه النظامية وغير النظامية، بما فاقم عدم المساواة في إتاحة الحق في التعليم بين فئات المجتمع الواحد. 

             ويمثل إحياء اليوم العالمي لمحو الأميّة مناسبة لتقييم ما تم تنفيذه من خطط وبرامج لتطوير تعليم الكبار؛ وتعميق التفكير في سبل معالجة تحديات محو الأميّة ؛ والتنبيه إلى مخاطر الزيادة المطلقة في عدد الأميّين في الوطن العربي ، وتشير الإحصاءات التفصيلية لمرصد الألكسو الذي يتولى جمع البيانات ومعالجتها حول أوضاع التربية والثقافة والعلوم في الدول العربية إلى أن آفة الأميّة تشمل النساء أكثر من الرجال بسبب عدم تكافؤ فرص الوصول إلى التعليم بين الجنسين،  حيث أن عدد الأميّين بالدول العربية من فئة 15 سنة فما فوق تطور من 60.9 مليون سنة 2016 إلى 70.1 مليون سنة 2020 ؛ وأن عدد الأميّات من الفئة العمرية 15 سنة فما فوق بلغ سنة 2020 : 3 .43 مليون (61.8 % من مجموع الأميّين). كما تطور عدد الأميّين الشباب (15-24 سنة) في الدول العربية من 7.5 مليون سنة 2016 إلى 9.6 مليون سنة 2020. من بينهم 5.4 مليون إناث (56.3 %)؛ وأن مجموع الأطفال والشّباب خارج المدرسة بلغ  سنة 2020 : 16 مليون من بينهم 8.6  مليون من الإناث، وأن حوالي 28.4 مليون طفل في الدول العربية في سنّ المدرسة الابتدائية يفتقرون إلى مهارات القراءة الأساسية.

ويمثل هذا التحدي الكمي والنوعي عائقا أمام تطوير الموارد البشرية على الوجه الأمثل واستغلالها في تنمية المجتمعات العربية، بما يفرض مضاعفة الجهد لسدّ منابع الأميّة من خلال توفير آليات الإلزام الكامل بالدراسة للأطفال الذين هم في سن التمدرس، وربط برامج محو الأميّة بالتمكين الاقتصادي والاجتماعي لتشجيع الأميّين على الالتحاق بتلك البرامج، وتدارك الفاقد التعليمي في مجال تعليم الكبار الذي تسببت فيه جائحة كوفيد 19؛  ومراجعة استراتيجيات تعليم الكبار، لا سيما في المجتمعات الفقيرة ومناطق النزاع باستحداث مراكز تعليميّة متنقلة، ودمج الفئات من ذوي الاحتياجات الخاصة ببرامج محو الأميّة.

وقد أسهمت الألكسو في مكافحة الأميّة من خلال وضع الخطط والاستراتيجيات في المجال وتقديم المشورة والخبرة فيما يتعلق بالتخطيط ووضع المناهج المختصة، كما نشرت كتابا  حول الرسوب والتسرّب في مرحلة التعليم الأساسي  (التقرير التربوي السنوي، مرصد الألكسو 2021) للتنبيه إلى خطورة الارتداد إلى الأميّة في سن مبكّرة.

وتغتنم الألكسو هذه المناسبة للتأكيد على أن الثورة الرقمية التي شملت اليوم كل مناحي الحياة، تفرض معالجة قضية الأميّة في مفهومها الحضاري الذي يتجاوز مفهوم الأميّة الأبجدية إلى الأميّة في أبعادها المتعددة : أبجدية، ورقميّة، وثقافيّة.

كما تؤكد المنظمة في هذا الإطار على دعوة الدول العربية والمنظمات الإقليمية، ومنظمات المجتمع المدني إلى متابعة تنفيذ أهداف "العقد العربي لمحو الأميّة 2015-2024 " الذي وضعته الألكسو لتحديد مؤهلات التحرّر من الأميّة ووصف المعارف والمهارات والقيم والاتجاهات التي من الضروري أن يمتلكها الفرد للخروج من الأميّة.