المنظّمــة العربيـّة للتربيـة والثقافـة والعلـوم تحتفـي باليـوم العالمـي للمعالـم والمواقــع

المنظّمــة العربيـّة للتربيـة والثقافـة والعلـوم تحتفـي باليـوم العالمـي للمعالـم والمواقــع

تحتفي المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم-ألكسو، على غرار بقيّة المنظّمات الدوليّة والمؤسّسات الوطنية ومختلف المُتدخّلين في مجال التراث، باليوم العالمي للمعالم والمواقع الذي يتوافق مع 18 أبريل من كلّ سنة وتمّ إقرار الاحتفال به منذ سنة 1982 من طرف المجلس الدولي للمعالم والمواقع-إيكوموس، وتم تبنّيه لاحقا من طرف منظمة اليونسكو ومختلف الهياكل التابعة لها والمتعاونة معها.
وبهذه المناسبــة، يسعدُ منظمة ألكسو أن تتقدّم بأحر التّهاني وأطيب الأماني إلى كلّ المتدخّلين في مجال التُّراث من باحثين ودارسين ومهنيّين ومُؤسّسات وهيئات ومجالس ومُنظمات دولية وإقليميّة وجمعيّات أهليّة، راجية لهم كل التوفيق لما فيه خير التراث الإنساني عموما والتراث المعماري والأثري على وجه الخصوص.
ويأتي احتفال هذا العام والإنسانيّة جمعاء تعيش تحت وطأة تتالي موجات انتشار فيروس كورونا الذي تسبب في الحد من الحركة البشرية وعطل عديد المشاريع وحالَ دون إقامة تظاهرات حضورية للاحتفال بهذه المناسبة. وعلى الرغم من ذلك، واصل الفاعلون في هذا المجال بذل مزيد من الجهود للتعريف بالمعالم التاريخية والمواقع الأثرية والدعوة للمحافظة عليها وصيانتها وتثمينها وذلك عبر الوسائل المتاحة من منصات ووسائط رقمية وغيرها.
ويُؤشّر الشعار الذي تم اختياره لاحتفالية هذه السنة "ماضٍ متداخـل: مستقبـل متنوّع" "Complex Pasts: Diverse Futures" إلى الأمل الذي يحدو البشرية جمعاء أن تجعل من تراثها منبعًا لقيم العيش الكريم والتنوع الثقافي وإبراز مواطن الألفة بينها لأجلِ مستقبلٍ مشترك يشملُ الجميع دون إقصاء.
إنّ النّجاح الذي حققته المجموعة الدوليّة في الرفع من درجة الوعي تُجاه التراث بمختلف عناصره، وضرورة الخروج به من دائرة الجمود إلى سياسات الإحياء والإدماج في الدورة الاقتصادية للمجتمعات البشرية وجعله أحد أركان التنمية المستدامة، ينبئُ بمستقبل واعدٍ كما يدلُّ على ذلك شعار هذه السنة لما يمثلهُ هذا المجال من أرضية للتصالح بين الشعوب، وما يوفره من مُقدّرات استثمارية كبيرة يمكنُ أن تساهم بشكل كبير في التخفيف من المعضلة الاقتصادية، وتوفير فرص شغل إضافية في إطار أهداف التنمية المستدامة 2030، لاسيّما في الدُّول التي تمرُّ بأزمات اجتماعية على الرّغم من عراقة تُراثها وتنوّعه وأصالتهِ.
والمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم من موقع مسؤولياّتها وأهدافها انخرطت بشكلٍ مُبكر في هذا التوجُّه وظلت تعملُ جاهدة منذ تأسيسها لتحقيق هذه الغايات وذلك من خلال مختلف مشاريعها وأنشطتها المُستهدفةِ لكلّ الفئات العُمريّة، وواصلت دعمها للدّول العربية الأعضاء من أجل المحافظة على تراثها وصيانته وتثمينه في إطار عدّة برامج تنفيذية وحملات توعوية ودورات تدريبية للرّفع من مؤهلات كفاءاتها، ومرافقتها في تسجيل ممتلكاتها الأثرية ومتابعة وضعيّة المُسجّلة منها، وتشريكها في مختلف المبادرات الهادفة لتوحيد التّشريعات القانونية المتعلقة بالتُّراث المعماري وغيره... وهي تظل على أتمّ الاستعداد لمُواصلة هذا التّعاون المُثمر مع مختلف شركائها ضمن مختلف الأُطر العربية والإقليمية والدولية.
وتدعو المنظمة بهذه المناسبة جميع القائمين على قطاع التراث والمهتمين به والمُحبّين له والمُدافعين عنه إلى مزيد تكثيف الجهود لتوعية الناشئة والشباب بنفاسة موروثه التراثي، سعيا إلى بناء أجيالٍ عربية متصالحة مع تاريخها وتراثها، ومؤهّلة لفهمه بشكل صحيح، ومُتحفزة لتعميق البحث فيه، ومُستعدة للذّود عنه والمحافظة عليه، وقادرة على إحيائه وتثمينه والاستثمار فيه...
وكـلّ عـام والتراث المعماري والأثريّ بألف خيــر...