بيان المنظمـــة العربيّـــة للتربيـــة والثقافـــة والعلوم بمناسبــة يوم المدينة العربية

بيان المنظمـــة العربيّـــة للتربيـــة والثقافـــة والعلوم بمناسبــة يوم المدينة العربية


تحتفل البلدان العربية يوم 15 مارس من كل سنة بيوم المدينة العربية الذي يُصادف تاريخ تأسيس منظمة المدن العربية في سنة 1967 واستقرارها الدائم في مدينة الكويت. ويهدف هذا الاحتفال إلى التوعية بأهمية الفضاء الحضري والمدن، وتثمين دورها في توفير الخدمات وتسهيل الحياة اليومية للسكان.
​واستشرافا لدور المدن في مستقبل البلدان العربية وتحقيقا للتنمية المستدامة والعادلة التي لا تُقصي أحدا ولا تستثني أي مكوّن من مكوناتها، وُضع احتفال هذه السنة تحت شعار "الصمود الحضري من أجل مدن مستدامة وشاملة"في دعوة صريحة لصياغة مشروع حضري يضمن استدامة هذه المدن واحتوائها للجميع.
والمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم من موقع اهتمامها بكل أشكال التمدن والتحضر في بعديهما التاريخي-التراثي والمعاصر-الراهن، يسعدها أن تتقدم بأحر التهاني إلى كل الفاعلين في هذا المجال والمهتمين به، داعية إلى تكثيف الدراسات المتعلقة بالحياة الحضرية والتوفيق بين مختلف المقاربات في معالجة هذا الموضوع، سعيا إلى مزيد تهيئة هذا الفضاء وتوظيفه من أجل توفير أسباب الحياة الكريمة للمواطن العربي أينما كان مع احترام الخصوصيات التاريخية والممتلكات والعناصر التراثية والعمل على ادماجها في مشاريع التهيئة العمرانية الجديدة لتحقيق تنمية مستدامة وشاملة كما يدعو إلى ذلك شعار هذه السنة. ووعيا منها بأهمية وخطورة التوسع الحضري الذي ميّز مطلع القرن الواحد والعشرين من ناحية، وبالرمزية التاريخية والبعد الثقافي للمدينة في البلدان العربية من ناحية ثانية، حرصت منظمة ألكسو أن تتفاعل مع كل المبادرات الدولية لترشيد هذه الظاهرة والحد من تأثيراتها على الموروث التراثي وعلى نمط حياة السكان ومستوى المعيشة. وفي هذا الإطار، قامت المنظمة ببعث آلية لتحقيق تلك الأهداف، تتمثل في مرصد التراث العمراني والمعماري في البلدان العربية، كما انخرطت وبشكل مبكرّ في أهم البرامج الدولية التي اهتمت بهذا الموضوع على غرار مؤتمر الأمم المتحدة الثالث الذي اعتنى بالإسكان والتنمية الحضرية المستدامة، حيث ساهمت بإعداد التقرير الإقليمي العربي حول موضوع "دور الثقافة في التنمية الحضرية المستدامة" وتضمن دراسة حول موضوع الصون العمراني والتجديد الحضري".
وإذ تثمن المنظمة المشاريع الحضرية الكبرى وحركات التحديث العمراني والتوجه نحو المدن الذكية التي أصبحت اليوم مطمح كل المتدخلين في هذا المجال من جماعات محلية ومخططي مدن وواضعي السياسات الحضرية، فهي تدعو بذات المناسبة إلى ضرورة الالتفات إلى المدن الفقيرة والمهمشة وإلحاقها بركب نظيراتها العصرية، بهدف خلق مشهد حضري متوازن ومتجانس وحتى تكون مدن القرن الواحد والعشرين في مستوى الرهانات الكبرى للتنمية المستدامة. كما تؤكد على ذلك المذكرة التصوّرية لمنظمة اليونسكـــو في هذا المجال وكما خلصت إليها الألكســــو في تقريرها حول الصون العمراني والتجديد الحضري بالبلدان العربية.