مدير عام الألكسو يشرف على اجتماع اللجنة الدائمة للثقافة العربية
عقدت المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم اجتماعًا عن بعد للجنة الدائمة للثقافة العربية وذلك يوم 20 أبريل 2020. ويأتي هذا الاجتماع الثاني بين دورتي مؤتمر الوزراء المسؤولين عن الشؤون الثقافية في الوطن العربي في إطار حرص المنظمة على استمرارية أنشطتها المبرمجة في ظل الحجر الشامل الذي فرضته جائحة "كوفيد 19" واجراءات الحجر الصحي المفروضة، توقيا من العدوى السريعة لهذا الفيروس، وذلك بالاستفادة من الوسائل التكنولوجية المتطورة في مجالات التواصل عن بعد.
وافتتح الاجتماع معالي الأستاذ الدكتور محمد ولد أعمر، المدير العام للألكسو، بكلمة رحب فيها بالمشاركين وركز فيها على أهمية دور هذا اللجنة في وضع الحلول الناجعة للحد من المخلفات السلبية لهذه الأزمة وذلك بواسطة ترويج المادة الثقافية وإيصالها للقابعين في البيوت لتكون الغذاء الروحي لهم، وفسحة الأمل في الغد الأفضل. وأكد المدير العام للمنظمة على ضرورة أن تكون الثقافة والتراث ضمن الحلول الرئيسية للتعافي من التأثيرات الاقتصادية والاجتماعية لهذه الجائحة.
ومن أهم المواضيع التي دار حولها النقاش الذي اشتركت في أدارته كل من الدكتورة هبة يوسف، رئيسة اللجنة من جمهورية مصر العربية، والدكتورة حياة القرمازي، مديرة إدارة الثقافة في المنظمة، الوضع الثقافي في البلدان العربية في ضوء إجراءات الحجر الصحي الاحترازي واستشراف الفترة اللاحقة، ومنهجية تحديث الخطة الشاملة للثقافة العربية في ظل هذه الأوضاع الطارئة. ومن أهم النتائج التي خلص لها اللقاء الافتراضي، الذي استغرق قرابة الأربع ساعات، ضرورة تضافر جميع الجهود العربية في التصدي للأزمة من خلال ما قامت به من مبادرات هامة وإتاحتها للاستفادة منها عبر المنصة التفاعلية الثقافية التي تستعد المنظمة لإطلاقها على موقعها على شبكة الإنترنت، هذا إلى جانب ضرورة العمل على وضع خطة استراتيجية تستشرف المستقبل وتتحسب المخاطر والأزمات قبل حدوثه
معهد البحوث والدارسات العربية ينشر محاضرات عبر اليوتيوب
قام معهد البحوث والدراسات العربية بالقاهرة التابع للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، بنشر حوالي 470 محاضرة في قناة اليوتوب خلال الرابط الموضح أدناه.
وتأتي هذه المبادرة في إطار جهود المنظمة ومراكزها الخارجية لدعم التعليم عن بعد، ولإثراء المحتوى الرقمي العربي.
وقد ألقى هذه المحاضرات نخبة من العلماء والمفكرين من الوطن العربي.
كما تقوم المنظمة بتوفير منصات تعليمية موجهة إلى الأساتذة والطلبة والتلاميذ لتكون لديهم فرصة مواصلة الدراسة عبر الوسائل التكنولوجية الحديثة.
الرابط
بيان الألكسو في اليوم العالمي للمعالم التاريخيّة والمواقع الأثريّة
يُعدُّ اليوم العالمي للمعالم التاريخيّة والمواقع الأثريّة منذ إقراره يوم 18 أبريل سنة 1982، موعدا سنويّا مُتجدّدا لإبراز قيمة التراث الثقافي في حياة الأُمم والشُّعوب باعتباره مُقوّما حضاريّا إنسانيّا وملكا للأجيال المُتعاقبة. وفي هذا الإطار، بدأت منذ النّصف الثّاني من القرن التّاسع عشر ميلادي الحفريّات العلميّة والبُحوث والدّراسات، خاصّة في المستعمرات، وتكثّفت للكشف عن شواهد التّاريخ وسبر أغوارها. وتمّ شيئا فشيئا وضع السّياسات والآليات الكفيلة بتثمين الموروث الثقافي البشري وحمايته وتوظيفه في خطط التّنمية المُستدامة.
وتأتي ذكرى هذا اليوم في هذا العام 2020 والإنسانيّة تعيش ظرفا استثنائيّا شديد الدقّة في ظلّ التفشّي المُباغت والمُفزع لوباء "كوفيد-19" الذي فرض، وبسُرعة مُذهلة، على عالمنا نظام عيش جديد لم تألفه الإنسانيّة المُعاصرة، يقوم على التّباعد الاجتماعي والحجر الصحي ومنع التجمّعات للتوقّي من العدوى. ومن أبرز إجراءات هذا الحجر الصحّي الاحترازي الغلق الكامل، أو الجزئي، للمواقع الأثريّة والمعالم التاريخيّة والمتاحف والمنشئات الثقافيّة أمام الزوّار وإلغاء جميع الأنشطة والفعاليّات المُبرمجة بهذه الأماكن إلى أجل غير مُسمّى.
وللتّخفيف من حدّة هذه الأزمة وانعكاساتها على العاملين بالقطاع والمُحافظة على صلة المجتمعات المحليّة بتراثها الثقافي، تحرّكت المجموعة الدوليّة من حكومات ومنظّمات ومجالس وهيئات، عالميّة وإقليميّة، وفي مُقدّمتها منظّمة اليونسكو والمجلس الدولي للمعالم والمواقع، على أكثر من صعيد. فتعدّدت الحملات الواسعة على شبكة الإنترنت وبمنصّات التّواصل الاجتماعي من أجل تحفيز الأطفال، والشّباب خاصّة، على تمتين صلتهم بالتُّراث وشواهده وتنظيم المعارض والزّيارات الافتراضيّة للمواقع والمعالم والمُدن التاريخيّة وتبادل المعلومات والبيانات حول تأثيرات جائحة كورونا على مواقع التراث العالمي، واستشراف مستقبل القطاع الثقافي بكلّ مُكوّناته بعد انقضاء الأزمة.
وفي نفس التوجّه، تسعى المنظّمة العربيّة للتّربية والثّقافة والعُلوم إلى تكثيف جُهودها للحدّ من التّأثيرات السلبيّة لتأجيل الأنشطة الثقافيّة وغلق المعالم التاريخيّة والمواقع الأثريّة وتخفيف وطأة هذه الإجراءات على العاملين بمُختلف المهن الثقافية والمُستفيدين منها، ووضع برنامج مُتكامل في الغرض بالتّعاون والتّنسيق مع الجهات المعنيّة بالدُّول الأعضاء وجامعة الدُّول العربيّة والمهنيّين والباحثين والجماعات المحليّة وجميع المنظّمات والهيئات والاتّحادات والجامعات والمعاهد ومراكز البحث المُتخصّصة. وتضعُ الألكسو قريبا منبرا تفاعليّا في موقعها على شبكة الإنترنت لتوفير مساحة لتمكين الجهات المُشرفة على المُؤسّسات الثقافيّة والتراثيّة والقائمين عليها والباحثين والأثريّين من تقديم تصوّراتهم وتبادل خبراتهم والإدلاء بشهاداتهم واقتراحاتهم حول الأوضاع الحاليّة وتشخيصها، واقتراح الحُلول المُمكنة لتجاوز هذه الأزمة الإنسانيّة. كما تسعى المنظمة إلى تعزيز قاعدة بيانات مرصد التراث المعماري والعمراني في البلدان العربيّة، لدعم قُدراتها ومساعدة الدُّول والباحثين والمُتخصّصين على التدخّل في هذا المجال، حفاظا على الذّاكرة الإنسانيّة الحيّة، وحتّى تكون شواهدها وقواسمها المُشتركة الحل ّالنّاجع والحقيقيّ لتجاوز الآثار النّفسيّة لهذه الأزمة ومُخلّفاتها الاقتصاديّة والاجتماعيّة.
بيان الألكسو في اليوم العالمي للفُنون
قد تختلف الدُّول في مُقارباتها السياسيّة وامكانيّاتها الاقتصاديّة والعسكريّة، وقد تتعدّد جنسيّات شُعوب المعمورة وتتباين انتماءاتها الجغرافيّة، لكنّهم جميعا يتقاسمون المُشترك الثقافي للحلم الإنسانيّ الذي يتمثّل في الفُنون بمُختلف أشكالها ورُموزها التعبيريّة. فثقافات الشُّعوب وإن تنوّعت، تظلُّ مُتساوية ومُتشابهة في قيمتها وجدارتها، وهي الخيط الرّفيع الرّابط بين الأجيال المٌتعاقبة والحضارات.
لقد نجحت الثقافات البشريّة في اختراق الزّمان والمكان بفضل ما خلّفته من أعمال فنيّة عديدة ومُتنوّعة، تفنّنت في إنجازها أنامل بشريّة حرّكتها ملكة الإبداع والحُلم والخيال. هذه المُنجزات بتعدّدها وتنوّعها، وبمختلف وظائفها، كانت على مرّ العصور قاطرة للتّنمية البشريّة بجميع أبعادها، وشاهدا حيّا ومُتجدّدا على مدى قدرة الإنسان على التأقلم مع كلّ الظروف، ليظلّ في نهاية المطاف جوهر هذا الوُجود وقيمته الثّابتة.
وخلافا للسّنوات التي مضت، تأتي اليوم الذّكرى التّاسعة لليوم العالمي للفُنون والعالم يُجابه أزمة صحيّة أحدثها التفشّي السّريع والمُباغت لوباء "كوفيد 19" الذي حكم على جميع البشر في كلّ أنحاء المعمورة بالتّباعد الاجتماعي والحجر الصحي الشّامل. ويضعنا هذا الظرف الخاصّ في حالة دقيقة، فالإنسان كما قال عبد الرّحمان بن خلدون "مدنيّ بطبعه"، وليس بإمكانه تحمُّل العُزلة المفروضة عليه لمُدّة طويلة. وهي عُزلة قاسية لن تفُكّها سوى الثّقافة بتجلّياتها الفنّية المُتنوّعة لتزرع فينا بذور الأمل بغد أفضل يُستأنف فيه التّلاقي الاجتماعي من جديد وتعود فيه "الحياة" إلى طبيعتها. حياة يكون غذاؤُها الفكر وما يُولّده من قدرة على العطاء وطاقة للإبداع في مُختلف المجالات، ممّا يستدعي وضع المسألة الثقافيّة ضمن أولويّات اهتمامات المجموعة الدّولية وبرامج عملها في ظلّ هذه الرجّة الكونيّة.
وفي هذا الإطار تُساهم المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم-كبيت خبرة في مجالات تخصّصها-في الحركيّة العالمية لمُعاضدة جهود الدُّول العربيّة لمُكافحة هذه الآفة وذلك بالتنسيق مع جامعة الدُّول العربيّة والمنظّمات الدولية، وفي مقدّمتها اليونسكو، والإقليميّة ذات العلاقة. وتقوم مُبادرة الألكسو على العمل وفق محاور متعدّدة، تتلخّص عناصرها في توظيف شبكات التّواصل الاجتماعي والمنصّات الإلكترونيّة وتطويعها من أجل مُواصلة الحركيّة الثقافيّة وتحفيز أهل الفكر والثقافة في البلدان العربية على تنظيم الفعاليّات والأنشطة في مختلف مجالات الإبداع الفني والصّناعات الثقافية، وتوسيع سُبل الاستفادة منها وتشجيع الفنّانين على فتح الأروقة الافتراضيّة لترويج أعمالهم، وكذلك الاستماع إلى مشاغلهم ومُراجعة المُدوّنة التشريعيّة لحمايتهم وتحسين ظروفهم في هذا الوضع الطّارئ. هذا إلى جانب العمل على تيسير التّرابط والتّفاعل والتّكامل بين برامج المُؤسّسات والاتّحادات والجمعيّات المهنيّة والحوار بين القائمين عليها ومُنخرطيها وتقريب أنشطتها من المجتمعات المحليّة وتبادل الرّأي والخبرات والمعلومات بين الفاعلين الثقافيّين على مستوى الدُّول العربيّة ومع بقيّة دُول العالم، وفتح ورش لاحتضان ابداعات الأطفال والشّباب من الفتيات والفتيان، ودعم استدامة المهن الثقافيّة وتجاوز حالة التوتّر النّاجم عن العزلة الاجتماعيّة التي فرضتها إجراءات "الحجر" الاحترازي الحالي والاستعداد لخوض مرحلة إعادة البناء.