بيان الألكسو في اليوم العالمي للمعالم التاريخيّة والمواقع الأثريّة
يُعدُّ اليوم العالمي للمعالم التاريخيّة والمواقع الأثريّة منذ إقراره يوم 18 أبريل سنة 1982، موعدا سنويّا مُتجدّدا لإبراز قيمة التراث الثقافي في حياة الأُمم والشُّعوب باعتباره مُقوّما حضاريّا إنسانيّا وملكا للأجيال المُتعاقبة. وفي هذا الإطار، بدأت منذ النّصف الثّاني من القرن التّاسع عشر ميلادي الحفريّات العلميّة والبُحوث والدّراسات، خاصّة في المستعمرات، وتكثّفت للكشف عن شواهد التّاريخ وسبر أغوارها. وتمّ شيئا فشيئا وضع السّياسات والآليات الكفيلة بتثمين الموروث الثقافي البشري وحمايته وتوظيفه في خطط التّنمية المُستدامة.
وتأتي ذكرى هذا اليوم في هذا العام 2020 والإنسانيّة تعيش ظرفا استثنائيّا شديد الدقّة في ظلّ التفشّي المُباغت والمُفزع لوباء "كوفيد-19" الذي فرض، وبسُرعة مُذهلة، على عالمنا نظام عيش جديد لم تألفه الإنسانيّة المُعاصرة، يقوم على التّباعد الاجتماعي والحجر الصحي ومنع التجمّعات للتوقّي من العدوى. ومن أبرز إجراءات هذا الحجر الصحّي الاحترازي الغلق الكامل، أو الجزئي، للمواقع الأثريّة والمعالم التاريخيّة والمتاحف والمنشئات الثقافيّة أمام الزوّار وإلغاء جميع الأنشطة والفعاليّات المُبرمجة بهذه الأماكن إلى أجل غير مُسمّى.
وللتّخفيف من حدّة هذه الأزمة وانعكاساتها على العاملين بالقطاع والمُحافظة على صلة المجتمعات المحليّة بتراثها الثقافي، تحرّكت المجموعة الدوليّة من حكومات ومنظّمات ومجالس وهيئات، عالميّة وإقليميّة، وفي مُقدّمتها منظّمة اليونسكو والمجلس الدولي للمعالم والمواقع، على أكثر من صعيد. فتعدّدت الحملات الواسعة على شبكة الإنترنت وبمنصّات التّواصل الاجتماعي من أجل تحفيز الأطفال، والشّباب خاصّة، على تمتين صلتهم بالتُّراث وشواهده وتنظيم المعارض والزّيارات الافتراضيّة للمواقع والمعالم والمُدن التاريخيّة وتبادل المعلومات والبيانات حول تأثيرات جائحة كورونا على مواقع التراث العالمي، واستشراف مستقبل القطاع الثقافي بكلّ مُكوّناته بعد انقضاء الأزمة.
وفي نفس التوجّه، تسعى المنظّمة العربيّة للتّربية والثّقافة والعُلوم إلى تكثيف جُهودها للحدّ من التّأثيرات السلبيّة لتأجيل الأنشطة الثقافيّة وغلق المعالم التاريخيّة والمواقع الأثريّة وتخفيف وطأة هذه الإجراءات على العاملين بمُختلف المهن الثقافية والمُستفيدين منها، ووضع برنامج مُتكامل في الغرض بالتّعاون والتّنسيق مع الجهات المعنيّة بالدُّول الأعضاء وجامعة الدُّول العربيّة والمهنيّين والباحثين والجماعات المحليّة وجميع المنظّمات والهيئات والاتّحادات والجامعات والمعاهد ومراكز البحث المُتخصّصة. وتضعُ الألكسو قريبا منبرا تفاعليّا في موقعها على شبكة الإنترنت لتوفير مساحة لتمكين الجهات المُشرفة على المُؤسّسات الثقافيّة والتراثيّة والقائمين عليها والباحثين والأثريّين من تقديم تصوّراتهم وتبادل خبراتهم والإدلاء بشهاداتهم واقتراحاتهم حول الأوضاع الحاليّة وتشخيصها، واقتراح الحُلول المُمكنة لتجاوز هذه الأزمة الإنسانيّة. كما تسعى المنظمة إلى تعزيز قاعدة بيانات مرصد التراث المعماري والعمراني في البلدان العربيّة، لدعم قُدراتها ومساعدة الدُّول والباحثين والمُتخصّصين على التدخّل في هذا المجال، حفاظا على الذّاكرة الإنسانيّة الحيّة، وحتّى تكون شواهدها وقواسمها المُشتركة الحل ّالنّاجع والحقيقيّ لتجاوز الآثار النّفسيّة لهذه الأزمة ومُخلّفاتها الاقتصاديّة والاجتماعيّة.
بيان الألكسو في اليوم العالمي للفُنون
قد تختلف الدُّول في مُقارباتها السياسيّة وامكانيّاتها الاقتصاديّة والعسكريّة، وقد تتعدّد جنسيّات شُعوب المعمورة وتتباين انتماءاتها الجغرافيّة، لكنّهم جميعا يتقاسمون المُشترك الثقافي للحلم الإنسانيّ الذي يتمثّل في الفُنون بمُختلف أشكالها ورُموزها التعبيريّة. فثقافات الشُّعوب وإن تنوّعت، تظلُّ مُتساوية ومُتشابهة في قيمتها وجدارتها، وهي الخيط الرّفيع الرّابط بين الأجيال المٌتعاقبة والحضارات.
لقد نجحت الثقافات البشريّة في اختراق الزّمان والمكان بفضل ما خلّفته من أعمال فنيّة عديدة ومُتنوّعة، تفنّنت في إنجازها أنامل بشريّة حرّكتها ملكة الإبداع والحُلم والخيال. هذه المُنجزات بتعدّدها وتنوّعها، وبمختلف وظائفها، كانت على مرّ العصور قاطرة للتّنمية البشريّة بجميع أبعادها، وشاهدا حيّا ومُتجدّدا على مدى قدرة الإنسان على التأقلم مع كلّ الظروف، ليظلّ في نهاية المطاف جوهر هذا الوُجود وقيمته الثّابتة.
وخلافا للسّنوات التي مضت، تأتي اليوم الذّكرى التّاسعة لليوم العالمي للفُنون والعالم يُجابه أزمة صحيّة أحدثها التفشّي السّريع والمُباغت لوباء "كوفيد 19" الذي حكم على جميع البشر في كلّ أنحاء المعمورة بالتّباعد الاجتماعي والحجر الصحي الشّامل. ويضعنا هذا الظرف الخاصّ في حالة دقيقة، فالإنسان كما قال عبد الرّحمان بن خلدون "مدنيّ بطبعه"، وليس بإمكانه تحمُّل العُزلة المفروضة عليه لمُدّة طويلة. وهي عُزلة قاسية لن تفُكّها سوى الثّقافة بتجلّياتها الفنّية المُتنوّعة لتزرع فينا بذور الأمل بغد أفضل يُستأنف فيه التّلاقي الاجتماعي من جديد وتعود فيه "الحياة" إلى طبيعتها. حياة يكون غذاؤُها الفكر وما يُولّده من قدرة على العطاء وطاقة للإبداع في مُختلف المجالات، ممّا يستدعي وضع المسألة الثقافيّة ضمن أولويّات اهتمامات المجموعة الدّولية وبرامج عملها في ظلّ هذه الرجّة الكونيّة.
وفي هذا الإطار تُساهم المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم-كبيت خبرة في مجالات تخصّصها-في الحركيّة العالمية لمُعاضدة جهود الدُّول العربيّة لمُكافحة هذه الآفة وذلك بالتنسيق مع جامعة الدُّول العربيّة والمنظّمات الدولية، وفي مقدّمتها اليونسكو، والإقليميّة ذات العلاقة. وتقوم مُبادرة الألكسو على العمل وفق محاور متعدّدة، تتلخّص عناصرها في توظيف شبكات التّواصل الاجتماعي والمنصّات الإلكترونيّة وتطويعها من أجل مُواصلة الحركيّة الثقافيّة وتحفيز أهل الفكر والثقافة في البلدان العربية على تنظيم الفعاليّات والأنشطة في مختلف مجالات الإبداع الفني والصّناعات الثقافية، وتوسيع سُبل الاستفادة منها وتشجيع الفنّانين على فتح الأروقة الافتراضيّة لترويج أعمالهم، وكذلك الاستماع إلى مشاغلهم ومُراجعة المُدوّنة التشريعيّة لحمايتهم وتحسين ظروفهم في هذا الوضع الطّارئ. هذا إلى جانب العمل على تيسير التّرابط والتّفاعل والتّكامل بين برامج المُؤسّسات والاتّحادات والجمعيّات المهنيّة والحوار بين القائمين عليها ومُنخرطيها وتقريب أنشطتها من المجتمعات المحليّة وتبادل الرّأي والخبرات والمعلومات بين الفاعلين الثقافيّين على مستوى الدُّول العربيّة ومع بقيّة دُول العالم، وفتح ورش لاحتضان ابداعات الأطفال والشّباب من الفتيات والفتيان، ودعم استدامة المهن الثقافيّة وتجاوز حالة التوتّر النّاجم عن العزلة الاجتماعيّة التي فرضتها إجراءات "الحجر" الاحترازي الحالي والاستعداد لخوض مرحلة إعادة البناء.
معهد البحوث والدارسات العربية ينشر محاضرات عبر اليوتيوب
قام معهد البحوث والدراسات العربية بالقاهرة التابع للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، بنشر حوالي 470 محاضرة في قناة اليوتوب خلال الرابط الموضح أدناه.
وتأتي هذه المبادرة في إطار جهود المنظمة ومراكزها الخارجية لدعم التعليم عن بعد، ولإثراء المحتوى الرقمي العربي.
وقد ألقى هذه المحاضرات نخبة من العلماء والمفكرين من الوطن العربي.
كما تقوم المنظمة بتوفير منصات تعليمية موجهة إلى الأساتذة والطلبة والتلاميذ لتكون لديهم فرصة مواصلة الدراسة عبر الوسائل التكنولوجية الحديثة.
الرابط
الورشة التدريبية عن بعد حول احصائيات الثقافة والترفيه
نظم المعهد العربي للتدريب والبحوث الاحصائية بالتعاون مع المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم/مرصد الالكسو ورشة تدريبية عن بعد لفائدة الأجهزة الإحصائية ووزارات الثقافة العربية حول احصائيات الثقافة والترفيه على مدى ثلاثة أيام خلال الفترة 7-9 ابريل 2020. وكان الهدف من الورشة تمكين المشاركين من الأساليب الإحصائية المعتمدة في احصائيات الثقافة والترفيه من خلال تقديم عروض نظرية وتطبيقية من شأنها مساعدة الدول العربية على تدعيم قدرتها بخصوص انتاج بيانات احصائية ذات جودة في هذا المجال وتوفير متطلبات بناء مؤشرات الثقافة والترفيه في العمل الاحصائي لاعداد ومتابعة اهداف التنمية المستدامة ذات الصلة.
وقد تضمن برنامج الورشة المفاهيم العامة والبنية الهيكلية للإحصاءات الثقافية، والمنهجيات والتعاريف والتصانيف التي وضعتها اليونسكو، وجمع البيانات. كما تضمن البرنامج أيضا التعريف بالتوجهات المرشدة للأساليب الإحصائية الخاصة بالثقافة والترفيه، من خلال عرض الية قياس البعد الاقتصادي، والبعد الاجتماعي، ومعايير نشر البيانات الإحصائية ضمن إطار أهداف التنمية المستدامة 2030.
وأشار مدير عام المعهد خلال مداخلته في الورشة الى التعاون بين المعهد والمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم – الأليكسو واهمية الشراكة بين المنظمتين في جمع وتحليل ونشر مؤشرات إحصاءات الثقافة والترفيه، كما أشار الى الاستبيان الذي اعتدته الاليكسو/المرصد لتوزيعه على الدول العربية لغرض متابعة الواقع الثقافي العربي وانارة صناع القرار لحوكمة القطاع الثقافي وتثمين دوره في التنمية الاجتماعية والاقتصادية والبيئية بالاضافة الى اعداد دراسات حول الثقافة والترفيه في الوطن العربي.
وقد شارك في الورشة 23 مشاركا من 9 دول عربية ممن لهم علاقة برصد وتحليل والابلاغ عن مؤشرات واحصائيات الثقافة والترفيه في أجهزة الإحصاء ووزارات الثقافة في الدول العربية.
وقام بتنشيط الورشة الدكتور لحسن عبد الله باشيوة، أستاذ جامعي وخبير في الاحصاء وإدارة الجودة ، إضافة الى مداخلات المشاركين وعرض أنشطة أعمالهم وتجارب دولهم في هذا المجال.
البلدان:
تونس والمغرب والامارات والبحرين ومصر والعراق وقطر وسلطنة عمان وفلسطين