انطلقت يوم الاثنين 20 يناير 2025 بمقر المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم بالجمهورية التونسية أعمال ندوة "منظومة السياسات اللغوية للدول العربية" من تنظيم مجمع الملك سلمان العالمي للُّغة العربيَّة بالتّعاون مع المنظَّمة العربيّة للتربية والثقافة والعلوم "الألكسو" وبحضور أصحاب السعادة ممثلي سفارات الدول العربية بالجمهورية التونسية والسادة الأساتذة الدكاترة والمسؤولين من المجمع، وبمشاركة ثلّة من خبراء المجمع والمنظَّمة، وجمع من اللُّغويِّين والمختصَّين بالتَّخطيط اللُّغوي من الجمهورية التونسية ومن الدول العربية.
وتندرج الندوة ضمن خطة عمل مشتركة جرى تنفيذها بين المجمع والمنظَّمة؛ خدمةً للغة العربية، وبالتّنسيق مع اللَّجنة الوطنيَّة السعودية للتربية والثَّقافة والعلوم؛ لإعداد مشروع "منظومة السِّياسات اللغوية للدول العربيَّة"، الذي يتضمَّن رصدًا للنصوص القانونية والتشريعات الخاصة بالسياسات اللُّغويَّة في الدُّول العربيَّة.
وتهدف النَّدوة إلى استعراض منهجيَّة العمل وآليَّاته في مشروع منظومة السِّياسات اللُّغويَّة العربيَّة، وعرض تقرير السِّياسات اللُّغويَّة للدُّول العربيَّة ونتائجه، إضافةً إلى مناقشة توصيات التَّقرير، وسبل تفعيلها، واستشراف مستقبل السِّياسات اللُّغويَّة في الدُّول العربيَّة؛ سعيًا لعمل لغوي استراتيجي فاعل، وإطلاق مدوَّنة بيانات السِّياسات اللُّغويَّة للدُّول العربيَّة.
وفي افتتاح أعمال الندوة ألقى معالي الأستاذ الدكتور محمد ولد أعمر، المدير العام للألكسو كلمة رحّب فيها بالضيوف الكرام وتقدّم بجزيل الشكر للمملكة العربية السّعودية ملكا وقيادة وشعبا على دعمها المستدام وتعاون مؤسساتها المثمر مع المنظمة في جميع مجالات عملها، ومنها مجال خدمة اللغة العربية والعمل على تنميتها وتعزيز انتشارها، والشكر موصول كذلك إلى الجمهورية التونسية رئيسا وقيادة وشعبا على احتضانها للمنظمة ودعمها المتواصل لها.
وتحدث معاليه عن سعي الألكسو منذ نشأتها إلى تعزيز تعاونها وتقوية شراكاتها مع الهيئات والمؤسسات العربية المعنية بخدمة اللغة العربية، ومن الشراكات التي تعتز بها المنظمة وتعمل على تأمين استدامتها تلك التي عقدتها مع مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية ومن ثمارها منظومة السياسات العربية للدول العربية. كما أشار المدير العام للألكسو إلى أنّ منظومة السياسات اللغوية تعدّ مشروعا علميا نوعيا يساهم في خدمة اللغة ويعمل على التمكين لها من خلال عملية مسح للنصوص التشريعية والقانونية التي وضعتها كلّ دولة عربية لضبط المسألة اللغوية وتنظيمها لديها، في السياسة والتعليم والقانون والاقتصاد والإدارة والثقافة وغيرها.
وفي كلمة ألقاها بالمناسبة تحدّث سعادة الأستاذ الدكتور خالد القوسي، مدير إدارة السياسات اللغوية بمجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية، عن جوهر مشروع منظومة بيانات السياسات اللغوية في الدول العربية الذي أطلقه المجمع والمنظمة من أجل بناء قاعدة بيانات متكاملة ترصد السياسات اللغوية في البلاد العربية، في مجالاتها المتعددة، وبناء منظومة رقمية تجمع تلك السياسات وفقا لتواريخ صدورها ومجالاتها وجهات إصدارها ونحو ذلك، بحيث تكون متاحة للباحثين والمهتمين وصناع القرار، وقابلة للتطوير والاستدامة؛ ليكون مشروع المنظومة مرجعًا لدراسة التشريعات والقرارات اللغوية في العالم العربي، ومساهما في فهم واقع تلك التشريعات اللغوية في الدول العربية منفردة أو مجتمعة على حد سواء، وممكّنًا لعمليات التخطيط اللغوي في الدول العربية في المستقبل.
كما تحدّث سعادة الأستاذ الدكتور خالد القوسي عن أهداف المشروع والتي اختصرها في أربعة محاور وهي:
أولا: التوعية بأهمية السياسات اللغوية.
ثانيا: إتاحة منظومة البيانات للباحثين والمتخصصين والمعنيين بالسياسات اللغوية وصانعي قراراتها؛ لتيسير الاطلاع على الجوانب المتعلقة بالسياسات اللغوية النظامية الصريحة، وتكوين قاعدة بيانات رئيسة يبنى عليها في المستقبل؛ لتطوير العمل في اتجاهات مختلفة.
ثالثا: تيسير التنسيق والتكامل بين الدول العربية في هذا الصدد
رابعا: الكشف عما يواجه السياسة اللغوية في البلدان العربية من تحديات سواء على مستوى رسم السياسات اللغوية أو تطبيقها.
يُذكَر أنَّ الشراكة بين المجمع والمنظَّمة تأتي ضمن تفعيل مذكِّرة التَّعاون التي وافق عليها مجلس الوزراء بالمملكة العربية السعودية؛ لتعزيز اللُّغة العربيَّة، ودعمًا للمبادرات المشتركة في نشرها، والمحافظة على سلامتها، وإبراز قيمتها المعبّرة عن العمق اللُّغوي، وتيسير تعلُّمها وتعليمها، والنهوض بالثَّقافة العربيَّة.